مكي آل سالم – مكة المكرمة
أكد عدد من الاقتصاديين ورجال الأعمال من مكة المكرمة سير المملكة في خطوات جادة وواثقة نحو إعادة التوازن والاستقرار في مختلف القطاعات بما يحقق مصالح المواطن السعودي، مؤكدين أن الجهود الحكيمة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهد الأمين – حفظهما الله – والسياسات الاقتصادية الواعية التي تتبعها المملكة تطمئن المواطنين بأن بلادهم تسير في الطريق الصحيح، وأنها قادرة بإذن الله على التعامل مع صعوبات الاقتصاد العالمي وتجاوزها.
ورفع رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ونائباه وأعضاء مجلس الإدارة والأمين العام التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وإلى الشعب السعودي الكريم التهنئة باليوم الوطني التسعين للمملكة، مؤكدين على إن السعي الحثيث للوصول بالمنطقة بقيادة المملكة إلى مصاف متقدم، يمثل مؤشرا واضحا على عزم المملكة لتكون في القمة، وبالثقة في همة الشباب السعودي الطموح القادر على تحقيق رؤية المملكة 2030 لإرساء النماء والازدهار للمجتمع، ورفع مستويات المعرفة والإبداع بين أفراده، عبر أداء متناغم بين القيادة وأبناء الوطن.
خطى ثابتة
وقال رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة نائب رئيس مجلس الغرف السعودية هشام بن محمد كعكي إن ذكرى اليوم الوطني التسعين لتأسيس المملكة تحل وبلادنا تمضي بخطى ثابتة على طريق البناء التنموي، والنهوض الاقتصادي، حيث تتواصل المشاريع الكبرى التي تستهدف رفاهية المواطن وتحقق ازدهاره.
وتابع: “تم تحقيق إنجازات تنموية ومشاريع ضخمة، وكذلك السير باتجاه الاصلاح الاقتصادي من خلال رؤية المملكة الطموحة، وتعزيز بيئة الاستثمار بمزيد من التسهيلات والتنظيم في إطار السعي لتحقيق الاستراتيجيات التي تستهدف النهوض الاقتصادي والتنموي وتنويع مصادر الدخل”.
وأشار إلى أن قوة الاقتصاد السعودي تتضح من مؤشرات الأداء العام، مضيفا: “بينما يشهد حجم التبادل التجاري العالمي تراجعا ملحوظا نتيجة للظروف الاقتصادية العالمية جراء جائحة فیروس كورونا المستجد، والتي انعكست بدورها على النشاط الاقتصادي للدول، إلا أن تجارة المملكة مع الدول العربية سجلت فائضا تجاريا بقيمة 8.07 مليارات ريال بالربع الثاني من العام 2020، وبلغت قيمة التبادل التجاري 36.86 مليار ريال في ذات الفترة، وقيمة الصادرات 22.47 مليار ريال مقابل 36.9 مليار ريال لذات الفترة من العام 2019.
نمو مضطرد
وأشار نايف بن مشعل الزايدي نائب رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة إلى أن جميع أرجاء المملكة تكتسي اليوم بنهضة التطور والتنمية عبر منظومة واسعة من المشاريع الكبرى، والخدمات التي تنتظم متكاتفة لدعم اقتصادنا الوطني، وتوسيع قاعدة التنوع الاقتصادي، بمشاركة القطاع الاقتصادي كشريك أساسي في النهضة الحديثة، مضيفا أن التوقعات المتخصصة أبرزت تسارع النمو باضطراد، على الرغم من حالة الكساد التي شهدها الاقتصاد العالمي نتيجة لجائحة كورونا “كوفيد 19″، حيث بينت مؤشرات نتائج التوجهات التي يقودها سمو ولي العهد في الإصلاح الاقتصادي، ليبلغ الاقتصاد السعودي مكانته العالمية كأحد أكبر الاقتصادات العشر في مجموعة العشرين عبر استثمار واستغلال المزايا الهائلة والمتنوعة التي تتوزع في أنحاء المملكة.
وأكد أن الاحتفال يأتي كل عام متضمناً أهدافًا عديدة ترسم روح الوطنية، وتعمق في النفوس الفخر والاعتزاز بهذا الوطن، وبما تحقق من إنجازات تنموية واقتصادية في هذا العهد الزاهر، عبر مستهدفات رؤية المملكة 2030، مبينًا أن المملكة على أعتاب عهد جديد يبشر بتطوير أسس وأركان الاقتصاد الوطني، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة لبناء اقتصاد أكثر قوة وبما يوفر مزيداً من فرص العمل والاستثمار للمواطنين.
بناء أمة
وأعرب نائب رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة مروان بن عباس شعبان عن سعادته بالاحتفال بيوم تأسيس المملكة على يد الموحِّد المغفور له عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، حين أقام مملكته الأبية بشجاعة وبسالة وإقدام في يوم تاريخي أنبأ بمولد وطن وبناء أمة وبتوحيد أرض مترامية الأطراف تحت راية التوحيد، وبهمة رجال حملوا أرواحهم على أكفهم في ملحمة وطنية انبلج على أثرها فجر النصر المبين.
وأردف: “يختزل اليوم الوطني التسعين لتأسيس المملكة عقد وفاء رفيع من نوعه ونادر في بصمته ووقعه، يتجدد فيه الولاء بين الشعب وقيادته عاماً بعد آخر، فتظهر فيه المشاعر الصادقة ومظاهر الحب في صورة باذخة تستحضر ملحمة عبدالعزيز ورجاله، لتكون هي ذاتها ملحمة من المشاعر لشعب وضع وطنه وقيادته على هامته، يسل سيف الوفاء لمن يحاول الغدر بحق الوطن ويقدم الروح في سبيل أهدافه الوطنية، نعم إنه الشعب السعودي الأبي الذي يثبت يوماً بعد آخر أنه مدرسة في الوطنية والإخلاص وحب الوطن”.
الأمن والاستقرار
ولفت المهندس أنس بن عبدالصمد القرشي عضو مجلس الإدارة إلى أن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، يمر هذا العام بذكراه التسعين والبلاد تشهد إنجازات عملاقة في مختلف المجالات والميادين، مضيفا “حري بنا كأبناء لهذا الوطن الغالي أن نعتز ونفخر بمرور 90 عامًا على توحيد كل أجزاء الدولة السعودية تحت اسم المملكة العربية السعودية والدور الريادي لقيادتنا الرشيدة وجهودهم الحثيثة في الأمن والاستقرار على المستويات الإقليمية والقارية والدولية، والدور المحوري البارز في المجتمع الدولي، والمواقف الكبيرة والمشرفة الداعمة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية.
أكد أن اليوم الوطني يشكل مناسبة مهمة نتذكر فيها نعم الله علينا، ونحن نرى وطننا الكريم يرتقي كل يوم إلى مزيد من التطور والنمو في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية، ويقدم تجربة تنموية فريدة، ليس فقط لما حققته من مستويات قياسية من التقدم، ولكن أيضاً لما استندت إليه من قيم إنسانية وحضارية غرست روح الانتماء للوطن في نفوس المواطنين جميعاً، مضيفا أننا في يوم الوطن نستشعر مسيرة الخير والنماء التي لم تتوقف عجلتها منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وهي مستمرة في كافة قطاعات الدولة وعلى مختلف الأصعدة.
الوطن الغالي
من جانبه، قال أنس بن محمد صالح صيرفي عضو مجلس الإدارة “في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهدة الأمين – حفظهما الله – يأتي احتفاء المملكة بيومها الوطني وهي تعيش نهضة تنموية كبرى لم يشهد لها مثيل في شتى المجالات والقطاعات والوزارات المختلفة، وفي مقدمتها القطاع الاقتصادي الذي يحظى بالاهتمام الكبير من القيادة الحكيمة ليسهم بفاعلية في مسيرة بناء وتنمية وطننا الغالي”.
وأضاف، تمر الأيام والسنوات وتتجدد هذه الذكرى العطرة الغالية على قلوبنا وعلى أنفسنا، لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام ويظل الأول من الميزان من عام 1351هـ يوماُ محفوراُ في ذاكرة التاريخ منقوشاُ في فكر ووجدان كل مواطن سعودي.
همم الرجال
وقال بسام بن عبدالرزاق وعظ الدين عضو مجلس الإدارة: “نحن في عهد الملك الصالح والإمام العادل سلمان الحزم والعزم، تزهو بلادنا وتزدهر بفضل الله عز وجل ثم بفضل قيادتنا الحكيمة، فها نحن نعيش نهضة وطفرة واسعة في جميع المجالات التعليم، والصناعة والإنتاج، ويتجلى لنا كل ذلك في الرؤية (2030) التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويشرف على تنفيذها، وتقدمها سمو ولي عهده الأمين التي الرؤية التي ترسم أروع صور الحضارة المدنية في وسطية واعتدال بهمم الرجال التي ستصل للقمة بإذن الله تعالى.
وأضاف “إن هذا يوم يرفع فيه كل مواطن رأسه شامخاً ومفتخراً بما تحقق على أرض وطنه المعطاء، حيث يشهد هذا الوطن نهضة تنموية تصاعدية عام بعد عام في مختلف المجالات وصولا إلى تحقيق رؤية المملكة 2030، والتي تسير بخطى ثابتة لتطوير وبناء هذا الوطن المعطاء”. مبينا أن المملكة حققت خلال السنوات الماضية العديد من الإنجازات التنموية والاقتصادية في جميع المجالات، التي تعبر عن توجهات القيادة للنهوض بالوطن وتحقيق رفاهية المواطن، وتعزيز التنمية المتوازنة لتعم جميع مناطق المملكة”.
رؤية سديدة
وتحدث توفيق بن بريك السويهري عضو مجلس الإدارة عن القفزات التي تحققت على مختلف الأصعدة، خاصة على الصعيد الاقتصادي، حيث حقق هذا العهد الزاهر خطوات واسعة ومتسارعة في مجال الإصلاح الاقتصادي، ونجحت رؤيته السديدة في تثبيت دعائم الاقتصاد من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية، وواكب ذلك تعزيز التنمية البشرية والاستثمار في رأس المال البشري.
وتابع قائلا: “أثبت الاقتصاد السعودي متانة الأسس التي يعتمد عليها في وقت يعاني فيه كثير من دول العالم ركوداً واضحاً وأزمات اقتصادية كبيرة”. سائلاً الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الوطنية الغالية على خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الكريم بالخير واليمن والبركات، وأن يديم المملكة وشعبها الخير والعزة والرفعة والأمن والاستقرار.
تاريخ ناصع
ورأى خالد بن رده الحارثي عضو مجلس الإدارة أن مناسبة اليوم الوطني تجسد مسيرة توحيد الوطن على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-، وتبقى في حياة الأمم والشعوب أياماً تعد من أنصع تاريخها، لذا يعتبر اليوم الوطني من هذه الأيام الخالدة، التي يستشعر معها نهضة المملكة وتطورها، التي تعيش في هذا العهد الزاهر.
وأردف: تولي القيادة الرشيدة اهتماما بالغا ومتواصلا بأبناء الأمة وتلمس احتياجاتهم وتعميق الصلات وروابط الأخوة والمحبة والتكافل مع مختلف الشعوب العربية والإسلامية، وتتجلى المواقف الكريمة بأنصع معانيها في مختلف البرامج، التي تعمل بتوجيهات القيادة الرشيدة خاصة في الأعمال الإنسانية والإغاثية للعديد من شعوب الأمة والعالم من منطلق إنساني، لا تحده حدود ولا أي شكل من أشكال التمييز، لتؤكد دائما نقاء منطلقاتها وصفاء توجهاتها التي منحت للعمل الإنساني أرحب المعاني.
الطاقة المتجددة
إلى ذلك، اعتبر سلطان بن موفق أزهر عضو مجلس الإدارة أن المملكة وهي تحتفل بيومها الوطني التسعين فإنها تدخل بقوة إلى عصر الحداثة ومستقبل التطبيقات العلمية، وتابع: “المملكة ستعتمد الطاقة المتجددة، حيث تشير تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن الاستثمار العالمي في تشييد قدرات جديدة للطاقة المتجددة، سيبلغ 2.6 تريليون دولار بنهاية العقد الحالي، بما يزيد على ثلاثة أمثال الاستثمارات في الأعوام العشرة السابقة، مبينا أن سياسة الطاقة المتجددة للقرن الـ21، تشير إلى أن الاستثمارات في التركيبات الجديدة لمشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، تجاوزت قيمة ما يتم إنفاقه على التجهيزات الجديدة لتوليد الطاقة من مصادر الوقود التقليدية.
وقال: “بما أن الاستثمار في الطاقة المتجددة هو الأكثر نموا، فقد خطت المملكة خطوات كبيرة في تنفيذ مشاريع في هذا القطاع ضمن خططها الاقتصادية المتنوعة، باعتبار تصدرها للدول النفطية، وأيضا في الاستثمار في الطاقة المتجددة والنظيفة، بل لا تزال في الصدارة في مجال تخفيف الأضرار البيئية الناجمة عن استخدام الوقود الأحفوري، عبر استثمارات كبيرة في تطوير هذا النوع من الوقود، وهي بذلك انضمت إلى قائمة الدول الأكثر اهتماما بالبيئة العالمية، وسنت سلسلة من القوانين في الساحة المحلية، لصيانة البيئة في القطاعات ذات الصلة”.
الأمن الغذائي
من جهته، رأى عبر شاكر بن عساف الحارثي عضو مجلس الإدارة، أن الأمن الغذائي ركن أساسي في منظومة الأمن الاقتصادي بالمملكة، وأحد العناوين المضيئة لبرنامج التحول الوطني الهادف إلى تعظيم القيمة المضافة لكافة القطاعات غير النفطية وتنويع روافد التنمية المستدامة، وهي أهداف طموحة لرؤية 2030، وما تثمره من حصاد نوعي في كافة المجالات ومنها الأمن الغذائي بكافة تفاصيله، وما تحقق من اكتفاء ذاتي في العديد من المحاصيل ومنتجات غذائية كانت تحتل صدارة الواردات لسنوات ليست بعيدة، ودخلت باقتدار قائمة الصادرات السعودية إلى العديد من الدول.
وأضاف أن جائحة “كوفيد-19” كانت كاشفة لكثير من الدول من حيث القدرة على تأمين الاحتياجات، فيما ظل مؤشر الاستقرار والفاعلية في سلاسل الإمداد والاستجابة التخزينية العالية في المملكة تعكس استراتيجية الأمن الغذائي التي تغطي مدى زمنياً يفوق كثيرا المعيار العالمي في تأمين كافة السلع، واستمرار كافة القطاعات المعنية في مستوياتها الانتاجية العالية بدعم وإسناد غير عادي من الدولة من خلال حزمة المبادرات لتخفيف آثار الجائحة، معتبرا أن تلك الحقائق عايشها المواطن والمقيم بثقة وطمأنينة، في الوقت الذي أكد فيه الاقتصاد الوطني قوته وقدرته على تأمين المواجهة الشاملة الناجحة لتحديات وتداعيات الأزمة في كافة المجالات الصحية والاقتصادية، لتؤكد المملكة دائما عمق استراتيجيتها لمفهوم الاستقرار وإدارة الأزمات وتجاوز تحدياته برؤية استباقية بعيدة المدى.
همة حتى القمة
على ذات الصعيد، رأى طارق بن عبدالرحمن فقيه عضو مجلس الإدارة أن شعار اليوم الوطني السعودي التسعين “همة حتى القمة”، يأتي ترجمة لاستنهاض العزائم وصناعة التطور واتقاد الهمم لوطن يعانق طموح قيادته عنان السماء، وتتجاوز خططه قضايا اللحظة إلى أهداف أسمى وأكبر تصبو إلى التنمية البشرية المستدامة، ورفع مستوى جودة الحياة والقفز بالمملكة إلى مصاف الريادة في العالم، بتحديث سياستها الاقتصادية والتنموية وتوظيف قدرات الفرد السعودي، لتصبح المملكة نقطة التقاء الحضارات، لما تمثله من مكانة دينية واستراتيجية وقوة اقتصادية تؤهلها لأن تحقق كل ذلك وفي فترة ليست بالبعيدة، وصولاً إلى القمة التي تسعى إليها إن شاء الله تعالى.
وقال: “في المملكة يلتقي التاريخ بالحداثة، لقاء همم الشباب بإرث الآباء والأجداد، لقاء يقود إلى صناعة كيان متجدد وممتد من الجذور للجذور، فمن لا يحترم تاريخه ويثمن تضحيات أجداده، لن يكمل بناءً ولن يطور وطناً عظيماً جوهره إرث من القيم النقية والملاحم النبيلة على رمضاء أديم صحراء ألهبت أقداماً بنت عليها لبنة لبنة وشيّدت فوق رمالها صروحاً من العزة والكرامة والإباء”، دام عز المملكة العربية السعودية شامخة أبية بحكامها وشعبها، ودام عز من يسندها في السراء والضراء.
السعودية تبادر
المهندس عبدالمجيد بن محمد عبدالصمد القرشي عضو مجلس الإدارة اعتبر أن المملكة تثبت يوما بعد آخر ريادتها على الصعيد العالمي، مبينا أن أضرار جائحة كورونا لم تقف على جانب دون آخر، بل شملت كل جوانب الحياة صحياً، اجتماعياً، سياسياً وبالتأكيد اقتصادياً، وكان لا بد من تحرك دولي عاجل للتخفيف من تداعيات هذا الفيروس الذي أصاب العالم بالشلل، وأصبح الشغل الشاغل للجميع، سواء حكومات ومجتمعات وأفراداً.
وزاد: في خضم هذه الأزمة العالمية أخذت المملكة زمام المبادرة بدعوة مجموعة العشرين إلى قمة افتراضية استثنائية غير مسبوقة، جمعت قادة دول مجموعة العشرين إضافة إلى دول ومنظمات دولية وإقليمية من أجل مناقشة ما يمكن عمله، ووضع الحلول المناسبة لهذه المرحلة وما بعدها، وهو أمر اشتملت عليه كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – في افتتاح القمة حيث قال: «إن هذه الأزمة الإنسانية تتطلب استجابة عالمية، ويُعول العالم علينا للتكاتف والعمل معاً لمواجهتها»، فإيجاد مخارج من هذه الأزمة التي وضعت العالم في وضع غير مسبوق مسؤولية دولية تصدت لها المملكة؛ كونها الرئيس الحالي لقمة العشرين، وامتداداً لمواقفها السابقة التي دائماً ما تكون في الصدارة للتصدي للأحداث بمواقفها الإيجابية البناءة التي تقود إلى خير البشرية.
دعم الشعوب
المهندس فيصل بن بكر حناوي عضو مجلس الإدارة اعتبر أن نشأة المملكة ارتكزت على نهج قويم يحمل خيراً ورسالةً سامية للبشرية جمعاء، وظلت سياستها الخارجية ولاتزال، مرتبطة بهذا النهج القويم الداعي إلى الاعتدال وإشاعة روح الوئام والسلام وبث ثقافة التعاون والحوار والتعايش السلمي بين الشعوب والحضارات.
وتابع: وها هي المملكة تقف في صدارة العالم وتواصل جسور الدعم والمساندة للمجتمعات والدول المحتاجة، حتى أضحت في مقدمة الباذلين والداعمين للعمل الإنساني والتنموي وفق إحصاءات المنظمات الأممية ذات الصلة، وفي الظروف الراهنة لتحديات وتداعيات جائحة كورونا، تقود المملكة جهود العالم في معركته الصحية، والتي أثمرت قرارات وتعهدات تاريخية لمجموعة العشرين تمثل مرحلة مهمة في التصدي للجائحة وآثارها القاسية على كافة الأصعدة.
خارطة طريق
مازن بن غازي درار عضو مجلس الإدارة قال: “تبدو مسيرة برنامج التحول الوطني للمملكة «ناجحة» في مضمونها وأهدافها، ومبهرة في تطلعاتها وإنجازاتها التي تتوالى منذ الإعلان عن تبني رؤية 2030 قبل نحو أربع سنوات، حتى يومنا هذا”، مبيناً أن المملكة نظرت إلى رؤيتها على أنها “خارطة طريق”، تُعيد بناء الاقتصاد السعودي على مرتكزات قوية ومستدامة، وتجعله في صدارة اقتصادات منطقة الشرق الأوسط، وضمن أقوى اقتصادات العالم الأول.
وأضاف: تبقى النجاحات التي حققها برنامج التحول الوطني ملموسة للجميع، ولم تكن لتتحقق على أرض الواقع لولا اقتناع الجميع بجدوى هذا البرنامج وأهدافه النبيلة في تعزيز الممكنات الاقتصادية، وتحقيق التميز في الأداء الحكومي، والارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية، من خلال تسريع وتيرة وتنفيذ مشروعات البنية التحتية الأساسية والرقمية، وإشراك المستفيدين في التعرف على التحديات، وابتكار الحلول، ومساهمتهم في التنفيذ، وتقييم أداء البرنامج.
التنافسية الرقمية
المهندس محمد برهان سيف الدين عضو مجلس الإدارة، عد تصدر المملكة قائمة دول مجموعة العشرين في التنافسية الرقمية خلال السنوات الماضية في التقرير الصادر من المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية، بأنه ثمرة للدعم والتمكين والتوجيه الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهما الله – لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على مدى السنوات الماضية، ويعكس القفزات النوعية التي حققتها المملكة على مستوى البنية الرقمية، وتنمية القدرات الرقمية، والمشاريع الرقمية الضخمة، إضافة إلى نضج التنظيمات والتشريعات الرقمية المستمدة من رؤية المملكة 2030.
وقال: رغم ظروف الجائحة إلا أن الميزان التجاري للمملكة مع الدول العربية حقق في الربع الأول من عام 2020، بقيمة 14.4 مليار ريال، مقابل فائض قيمته 18.61 مليار ريال في الربع الأول من عام 2019، وعلى مستوى تجارة السعودية السلعية الخارجية، حققت فائضاً بقيمة 73.72 مليار ريال، مسجلة انخفاضاً نسبته 67.98% عن فائض النصف الأول من عام 2019 والبالغ قيمته 230.22 مليار ريال.
الأمن والسلم
المهندس مصطفى بن عبدالرحمن رجب عضو مجلس الإدارة أكد أن كل عام يمر على المملكة يحمل إنجازا جديدا، وتهل مناسبة اليوم الوطني الـ 90 وقد تحققت إنجازات متعددة على مختلف الأصعدة، فعلى الصعيد الخارجي تهتم القيادة بتحقيق الأمن والسلم الدوليين، والحرص إقليميا على الحلول العادلة للقضايا العربية والإسلامية والأممية وفق خطط مزمّنة ترفع الجور وتمنع الظلم، وتحد من الكراهية وتكفل حياة كريمة للشعوب، انطلاقاً من إيمان المملكة بحق البشرية في العيش والتعايش السلمي المشترك تحت مظلة الأخوة البشرية والمشتركات الحيوية.
وأشار إلى أن المملكة تحقق تحت مظلة رؤية 2030 قفزات متوالية في سجلها الدولي المشرف، وباتت تتمتع بأبعد نقطة من ثقة العالم في خبراتها وإمكاناتها “الاستثنائية”، التي تجعل منها دولة ذات ثقل ومكانة مرموقة، قادرة على إيجاد الأفكار والمبادرات التي تدفع مسيرة العالم إلى الأمام، وتساعده على تجاوز مشكلاته ومواجهة تحدياته، مؤكدا أن كل الخطوات التي خطتها المملكة منذ زمن الرؤية، تبين أنها تتغير إلى الأفضل على كل المستويات، وبوتيرة متسارعة وشاملة نحو صدارة المشهد الدولي، كدولة محورية في السياسة الدولية.
استراتيجية البناء
ويتناول المهندس معن بن هاشم حريري عضو مجلس الإدارة نماذج متطورة من المشاريع الجديدة التي تعززها رؤية المملكة 2030، وهي الاستراتيجية التي فرضت حزمة للمعايير للمشاريع المستقبلية الهائلة التي تشكل استراتيجية البناء الاقتصادي الشامل والمستدام، واعتبر أن مسألة الطاقة في السعودية، هي محور رئيس ليس فقط في مرحلة البناء الاقتصادي، بل في المستقبل البعيد، حيث تحتكم المملكة بحمد الله إلى قدرات كبيرة، جعلها تدخل بثقة كبيرة إلى مشاريع الطاقة الجديدة، ومنه المشروع العملاق، الذي أعلنته شركة “نيوم”، وتصل قيمته إلى خمس مليارات دولار، سيكون ضمن منشأة في منطقة نيوم، لإنتاج الهيدروجين بطريقة صديقة للبيئة.
وقال إن هذا المشروع يصب في نطاق الاهتمام المباشر والخاص الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، اهتمامهما، وبه تدخل المملكة إلى مجالات حديثة تكرس موقعها المتقدم في قائمة الدول المؤثرة في العالم.
التسامح والانفتاح
وأكد نبيل بن عبدالرحيم عابد الثقفي عضو مجلس الإدارة أن المملكة تبذل جهوداً كبيرة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط والتوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية انطلاقاً من الجوهر الأساسي لمبادرة السلام العربية التي اقترحتها المملكة، لتأصيل قيم العدل والمساواة والتسامح والانفتاح على الثقافات الضامنة تواصلاً حضارياً وتعاوناً وتكاملاً في كافة مجالات الحياة.
وأضاف: إن تركيز قيادتنا على مشروع السلام ومعطياته ما هو إلا تعبير عن روح الهوية الوطنية السعودية بوصفها هوية سلام ومحبة وتطلع لخير الشعوب دون تمييز ولا انحيازات ضيقة، ولذا تأتي المملكة في صدارة الدول المانحة للمشاريع والبرامج الأممية الإغاثية والتنموية بإسهامها التمويلي لكل ما يحقق الأهداف المشتركة للتوجهات الخيرة والتغلب على كل ما يعيق تقدم الدول ورخاء مجتمعاتها. وما وقوف المملكة قيادةً وشعباً ومؤسسات اصطفافها مع مبادرات حل الإشكالات العالقة إلا إيمانا منها بأهمية الحلول العادلة لكافة قضايا الأمم على كوكب الأرض وانحيازها لخيار السلام بوصفه الشعار والدثار لسياسة مملكة الإنسانية.
أمنيات للوطن
المهندس عصمت عبدالكريم معتوق الأمين العام لغرفة مكة المكرمة قدم تهنئته للقيادة والشعب السعودي بمناسبة اليوم الوطني الـ 90 متمنيا أن تعود هذه المناسبة الغالية وقد تحققت الكثير من الامنيات للوطن العزيز بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين – حفظهما الله-.
وقال: لعل من ثمرات رؤية 2030 أنها جعلت العالم يرى الوجه الآخر للمملكة، باعتبارها دولة تتمتع بمجموعة من القيم والمبادئ والثوابت التي تُعلي من شأنها، من خلال ما تملكه من أفكار ورؤى جديدة، تؤكد أن المملكة تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو تحقيق كل طموحاتها، هذه الطموحات لن تقف عند حد معين، وإنما هي مستمرة ومتواصلة إلى أن تصبح المملكة في صدارة المشهد الدولي، ومثل هذا الطموح يتحقق بخطوات مدروسة وبشكل متدرج، يؤكد أن المملكة تعلم جيداً ماذا تفعل وماذا تريد.