مكةالمكرمة ـ إبراهيم البلوشي
أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس فتحدث في خطبته الأولى عن التمسك بكتاب الله وسنة رسوله فقال: ارتِقاء الأمم وازدِهارها، ورُقِيُّها في مَدَارات المَجْد وانْتِصَارُها، ونَفَاذُها في مَشارق النُّبْل والثَّنَاء والفضائل، واسْتِعْصَامُها دُون الارتِكاسِ في مَهاوي الأوْضَار القولِيَّة والرَّذائل، وأخْذها مِنَ الآخرةِ بِأوفر الحظّ والنَّصيب، واسْتِمرار رَغَدِها الهَانِئِ الخَصِيب، مع امْتِدَادِ أَمْنِها الوارف الرَّحِيب؛ مآل قطعِيٌّ، وقَدَرٌ رَبَّانِيٌّ لِنُفوسٍ صادِقة صالحة مُصْلِحَة، تَمَسَّكت بكتاب رَبِّها، واهتدَت بِسُنَّة نبِيِّها صلى الله عليه وسلم ، نُفُوس كبار ارتبأت مطايا الأخلاق الكريمة، وتَوشَّحَتِ الخِلالَ الأريجة القَويمة، فألسِنتُها عَفَّة مُصَانة، نُفُوس صَبرت فما كَلَّت، وصَابرَت فَمَا انهزمت ولا مَلَّت؛ لذلك عُنِيَ القرآن الكريم بِلَفْت الأنظار والفهوم، ومَدَارك العقول والحلوم، إلى مواقف الأفراد والمُجتمعات مع خالِقهم –جَلَّ جلاله- ومع أنبِيَائهم –عليهم السَّلام- إذْ كان الأتْبَاع بين المَنْصورين السُّعَدَاء، والمُتبَّرين الأشقِياء.
ثم تحدث معاليه عن تطاول السفهاء على خالقهم فقال : وكيف يَسْلم البُرَآء مِن النَّيْل والافترَاء، وقد تطاول السُّفهاء على خالِقهم بِنِسْبة الولد إليه؛ تعالى الله عمَّا يقول الظَّالمون علوًّا كَبيرا:﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا﴾، فبَكَّتهم الجَبَّار بقوله:﴿وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾، وقالوا: الملائكة بنات الله جَلَّ وعلا الله:﴿أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا﴾، ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾وتطاول المُفْتَرون على الرُّسل والأنبِياء عليهم السَّلام، فهذا نَبِيُّ الله نوح عليه السلام رمَاه قومه بالضَّلال:﴿قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾، وهود عليه السلام نَسَبُوا للسَّفَاهَة والكذب، ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾، ونَبِيُّ الله إبراهيم عليه السَّلام، كاد له قومه بِالحَرق، ﴿قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾، ونَبِيُّ الله يوسف عليه السلام كاد له إخوته فألقُوه في الجُّبِّ وحيدًا فريدًا، بعد أن حَسَدُوه، وافترت عليه امرأةُ العزيز المُرَاودة، فألقي في السِّجن، ﴿قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾، ونَبِيُّ الله شعيب عليه السلام اسْتضعَفَه مَدْيَنٌ وهَمَّت بِرَجْمه ﴿وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ﴾وهكذا سَائر الأنبياء الأخيار عليهم السلام،وخاتمهم نبيُّنا المُصطفى المُخْتار، الذي بلغ –في الأولين والآخرين- من العظمة مُنتهاها، ومن الأمانة ذُرَاها،تطاول عليه –بأبي هو وأمي عليه الصَّلاة والسَّلام- الجاحدون الألدَّاء، والجاهلونَ الأعدَاء، وإلى عصرنا الرَّاهن عصر الحريَّات الزّيفاء، نَالوا من رسالته ومعجزاته وأخلاقه، وقالوا وبئس ما قالوا: مجنون وسَاحر، وكاذب وشاعر، ﴿وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ~ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ﴾، وكلّ الأنبياء والمرسلين نَجَّاهم الباري –سبحانه- وأهلك مُناوئيهم وشانئيهم ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾، كما نال الوضعاء والمغرضون من الصَّحابة الكرام، وفي تزكية قدْرهم وإعلاء أَمْرِهم يقول الحق سبحانه:﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، وهل تُنسَى الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق –رضي الله عنها وعن أبيها- التي عَانت الشَّوَاقّ، فبَرَّأها الله مِن فوق السَّبع الطباق؟!
ثم بين معاليه فضل المجددين في الدين من أهل العلم الذين حفظ الله بهم الدين فقال: ودُون مَسَامِعكم مَا كَابدَهُ الأئمة الأجلاء، والعلماء النبلاء –رحمهم الله-، الذين لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بغير الجميل فهو على غير سواء السبيل ومنهم إمام أهل السُّنَّة المُبَجَّل أحمد بن حنبل ~ لقي من الكيد والنَّيل أصْنَافًا، فما استكان ولا انصاع، بل ثبت على الحقِّ مُتوَكِّلاً على الله، دون اتِّضاع، فبارك الله عِلْمَه ومَوْقفه، فانتشر في كل المَدَائِن والأصْقَاع، وهو الذي قال فيه الإمام الشافعي ~:”خرَجْت من العرَاق فمَا خلَّفْت فيه رَجُلاً أفضل ولا أعلم ولا أتقى منه”، ومن دُرَرِ الأنام شيخ الإسلام ابن تيمية الهمام، وحيد عَصْره، وفريد دَهْره المُجَدِّد الزَّاهد، والعالم العابد، مَنْ نَصَر الله به المِلَّة، وأحْيَى السُّنَّة، أضْمَر له فِئام الكيد والعِدَاء، ورَشَقُوه بالحَشْوِ والتَّجسِيم والتَّشبيه؛ لأنّه تصَدَّى لِكُلِّ بِدْعَة وإفْسَاد، فنصره الله على أهل الأهواء الحُسَّاد، وانْتفعَتِ الأمم بِعِلْمِه، وانتشر وسَاد.
ومِن الذين نَالتهم الألْسُن الحِدَاد، دون عَقْلٍ وإرْوَاد، البَحْر الهَامِر، والغيْث الغَامِر، مُجَدِّدُوا القَرْن الثاني عشر وما بعده من أئمة الدَّعوة السَّلفيّة الإصلاحية الوسطيّة، وبَاعثوا العقيدة الصَّافية السَّنية، فقد لَقوا مِن قالة السُّوء والتَّشْنيع، الأمر الفَضِيع، سَطَّرُوا في تجهيلهم، وبُطلان دليلهم، ما يَصِمُ القُلوب والآذان، فصَبَرَوا واحتسبوا، وبَلَّغهم المولى –تعالى- أَعْلَى المَقاصِد والرُّتَب، وَعَمَّت دَعْوتهم الدُّوَل والمُجْتَمعات، والأُمم والأَقلِّيَّات، وها هو العالم الإسلامي، وفي صَدَارته بلاد الحرمين الشَّريفين حَارِسَة دَعوتهم، يتَّفيَّؤون ظلال العقيدة الصَّحيحة الصَّافية، ودَعوتهم السُّنِّيَّة المُباركة. ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.
ثم بين معاليه إن هنالك أهل شر يحاربون أهل الدين فحذر منهم وقال : وفي هذا الأَوان، ها هو التَّاريخ يُعيد سِيرَتَه وأخباره، ولَهِيبَه وشَرَارَه، فَمَا إِنْ يَكْبُوَ في الأمَّةِ يَرَاع، وتَعْلُوَ صيْحةُ مُلْتَاع، أو يَنْطِق بالحَقِّ صَوْتٌ مِصْدَاع، إلاَّ طار النَّزَقة والأغرَار، وأشبَاه الرِّجال الأغمَار، إلى الشَّبَكة العَنكبوتِيّة، ووسائل التَّواصل الاجتماعِيَّة، نِسَاءً ورِجَالاً، خِفَافًا وثِقَالاً، يَبُثُّونها الكذب والإرجَاف، والسُّمَّ الزُّعاف، مَا بَيْن غَامِزٍ وطاعِن، وشاتِم ولاعِن، وبَاهِتٍ وقَاذِف، ومُحَشٍّ وحَادِف، إلاَّ من وفَّقَه الله للحَقِّ وسَدَّده، وهدَاه لِلحِجَى وأرشدَه، يَلمِزون العُلَمَاء الأجِلاَّء، والأخْيَار الصّلَحَاء، والمُصْلِحِين الكُرَمَاء، والجِلَّة البُرَءاء؛ يَجِمُونَ صَوْبَ إنْجَازاتِهم، ويتغَافلون عن جميع حَسَناتهم، يُضَخِّمون هَفَواتِهم –إنْ كانت- ويَتَصَامَمُون عن إبْدَاعَاتهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم “إنَّ أربى الرِّبا استطالة الرّجُل في عِرْض أخيه المُسْلم”. وقال مالك ابن دِينار:”كَفى بالمَرْءِ شرًّا أن لا يكون صالحًا وهو يقع في الصَّالحين”، فَيا مَنْ تُطلقون التُّهَم دُون رَسَنٍ أو خِطام، وتقذِفون الأجِلَّة بِبَواطل الأحكام، وتُهْطِعُون صَوْب الشَّائعات وسَرَاب الأوهام، أيها المُنقادُون لِلأهواء والباطل دُون خَشية وذِمَام، ولِلفِرَى دُون زِمَام، للنَّيْل من رُموز الأمَّة والصَّالحين، والمُبْدِعين والنَّاجِحِين، والمميزين الطموحين والمبدعين، لقد أوقدْتم للفِتَن الضّرَام، وأجْلبْتم على أنفسكم سَيِّء الطَّوَام، ستسألون عمَّا تنطقون وتَكْتُبون، سَتُسْألون عَنِ العَظائم والدَّقائق، وما اقْترَفْتُموه مِن بوائق، يومٍ تُجْمع الأمم والخلائق، وتُمْحَى الأَواصر والعلائق فكل الصيد في جوف الفرا لذوي الإفك والفرى فالزم إن كنت تسمع وترى.
ويَا مَن تَسَمَّى بِاسم مُسْتَعَار، وتَخَفَّى ورَاء شَاشَته عن الأنظار؛ للطَّعن في الأماجد والأخيار، الذين يَعِيشُون قضايا الأمَّة وجرَاحها، ويَأْسُون نَزْفها، ويَرُومون فَلاحَهَا، أَنَسِيتَ أن الخالق –سبحانه- يُبْصِرُك ويرَاك، ويعلم سِرَّك ونَجْوَاك؟ وما تخطه أناملك وتحمله زواملك ألم يعلم بأن الله يرى.
ويا أيها المُغرِّدون عَبْر الفَضَاءات والأقْطار، توبوا إلى بارئكم ومولاكم، وزِنُوا مَا تُسَطِّره يَدَاكم، وكُفُّوا عن المسلمين وَحَرَ صُدوركم وأذاكم، أتخوضون بكلِّ صَفاقة في غيب السَّرَائر وتقذفونها بالجَرائر؟! رَمِّمُوا بالسُّمُوِّ والنُّبل تَشظياتكم النَّفسِيَّة، وتصَحُّرَاتِكم الرُّوحِيّة، وهَزائمكم الفِكْريَّة والقِيَمِيَّة!! نعم! كم مِن عَيْر شَاهِق على جَبل شاهق!! سُبْحان الله!! أَبَاطيل ظلْمَاء، وحَمَاقات خَرْقاء، وتعليلات رعْناء، ومُجَازفات شوهاء، ونفوس للهدى عطشاء، وكتابات مظلمة غَطْشاء، تَبَّت يَدَا مَن رقَمَها وتَبّ، ما أشْنَع صَنِيعه ومَا كسَب!! ومنهم مَن تجدُه على الأخيار جَامِحٌ شرس، وعلى الأعدَاء طيِّع سَلِس؟! ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾.
وأختتم معاليه خطبته الأولى بالحديث عن صبر أهل العلم على الأذى فقال : والصَّادِقون والصالحون يَهُون عليهم –بِحَمْد الله- كُلَّ ما يَلقونه في الله، من تزييفٍ واجْتِرَاء، وتَشْويه وافتراء، يمضون بكل ثقة وشموخ، ولا يزيدهم ما نيل منهم إلا ثباتًا واستمساكًا، فيترفع أحدهم أن يكون لكل سفيه مجيبا، كعود زاده الإحراق طيبا، فهم يدركون أن مجاراة الدنيء نوع من جنس فعله فيكظمون الغيظ ويصبرون، ﴿لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ﴾؛ ولأنَّ نَحِيزتهم كالحة مكشوفة، وإنهم لمرتكسون في شنيع أهدَافهم، ومُجْزَوْن بِلَئيم أوْصَافهم، قال تعالى في الأفَّاكين المُعْتدين:﴿سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾.
وحذر معاليه في خطبته الثانية عن المشبوه في الوسائل التواصل الاجتماعي فقال: ومِمَّا يَجب التَّحذير مِنه، والوصِيَّة باجتِنابه وتجَافيه، والإعراض عمَّا جاء فيه، المشبوه من مَواقع التواصل الاجتماعي، وشبكات المعلومات والاتصالات، فإنها الوسائل التي تلهب الأُوار، وتذكي جمار النّار، بِالوِشايات، والنِّكايات، والسِّعايات، مِمَّا يُثيرُ الكُلُوم والإحن، والأقاويل الهَدَّامَةِ الفَتَّاكة، التي تُثير النَّعَرات الفردِيَّة والمُجتمعيَّة والإقليميَّة والطائفية، فكان لِزامًا مِن تعقِّبها لهتك باطلها، ونبْذ عاطلها؛ لِيَتَمَيَّز النُّور من الدّيجور، وإنَّ الحَملات الإعلامية المُستعِرة المأجورة ضدَّ قِبلة أهل الإسلام، بلاد الحَرمَيْن الشريفين وقادتها الميامين الكرام وعُلمائها الأُبَاة الأَعلام، لَنْ تنال من عظمَتِها شرْوى نَقير، ولا أقل مِن قطمير، فإن تَعَانق الأمّة الحصِيفة الأريبة، مع قيادَتِها الحكيمة الرشيدة، كَتَعانق الألِف واللاَّم، على عقيدة صافية كمُزن الغمام، لا يَزِيدُها إلاَّ منعة وإبَاءً وشُمُوخَا، وعِزًّا باذخًا ورسُوخَا.
كما نُهيب بالأمَّة عُمُومًا وشبَاب الإسلام خصوصًا، أن يُنَزِّهوا أسْمَاعهم وأبْصارهم عن تلك الأكاذيب والأضاليل.
وأختتم معاليه خطبته الثانية عن ردع الأنظمة للذين ينالون أهل الدين فقال : ومِمَّا يزيد المؤمن توكُّلاً على الله وإيقَانا، وتفَاؤلاً بِجميل لُطفه وإيمانَا، أنَّ الحَقَّ في هذه الأمَّة المباركة سَرْمَدًا مُتَوَاصِلا، والذَّب عن أهله مُشرِقًا ماثلا، فلن يعْدَم مُنَافِحًا وقائلا، ومما يؤكد هنا أهمية سنّ الأنظمة الحازمة في ردع الخراصين الأفاكين من ذوي الجرائم المعلوماتية، والأخذ على أيديهم حتى تسلم المجتمعات والأوطان من غلواء شرورهم، وحسب المسلم رضى رب العالمين، فإذا رضي عنيا فيا فوزينا.