مقالات

( الوفاء لأهل الوفاء )

كنت يوم الأربعاء ١٤٤٢/١١/٢٠ في زيارة لمدينة حائل ولمدة يومين برفقة بعض الأصدقاء الأعزاء الكرام. علماً أنني قد زرت مدينة حائل عام١٤٠٩ على ماأذكر وشرفت في ذلك الوقت أن تقابلت مع العم الشيخ/سليم الحربي. والعم الشيخ/صالح الردادي. غفر الله لهما والباعث لهذه الزيارة العزيزة على نفسي أنّ هناك ارتباطاً لي بتلك المدينة الواعدة نحو المستقبل القريب بإذن الله حيث أن والدي غفر الله له قد قدم مدينة حائل في بداية الثمانينات الهجرية حيت كان يزاول التجارة وفي عام ١٣٨٤ التحق به بقية العائلة وكنت أنا من ضمنهم وأنا رضيع في تلك الفترة ومكثت عائلتي فترة ليست بالطويلة ثم عدنا للمدينة وبقي والدي هناك حتى عام ١٣٨٩ تقريباً ثم عاد لمدينة آبائه وأجداده المدينة فكنت أسمع من والدتي غفر الله لها حينما تتحدث عن تلك الفترة وأنا أعي ماتقوله لي جيداً حيث أنهم استقلوا سيارة ( لوري ) وفي ذلك الوقت لم يكن الطريق مسفلت وقد عانوا من تلك المشقة الشيء الكثير وكانت السيارة للعم/سليمان بن مازن غفر الله له الذي أدركته وأنا كبير بعد سن الزواج وكان يرافق العائلة عم لي اسمه/عبدالمحيي وهو معروف في المدينة أنه حمامة من حَمَام الحرم حيث أنه لايعرف من الدنيا إلا الصلاة والذكر والعبادة مطلاقا وقد توفي وهذا حاله غفر الله له .. وبعد وصولهم إلى مدينة حائل تخبرنا الوالدة ويشاركها في بعض حديثها الشقيقات أنهم سكنوا في البيت الفلاني والذي كان به شجرة وغرف محاطة بسور ( حوش ) وأرضية الحوش عبارة عن رملة حمراء وأن جيرانهم هم البيت الفلاني والبيت الفلاني وكانت غفر الله لها تسرد لي تلك المشاهد العفوية في الطرح فكنت أحفظ البعض ويضيع علي البعض الآخر إلا أن هذه القصص والمشاهد لم تغب عن بالي مطلاقاً حيث أن الحديث يدور في ذات الموضوع بين الفينة والأخرى حيث أن لي شقيقات هنّ أكبر مني سناً.. غفر الله لمن مات منهن وحفظ الأحياء .. تلك القصص كانت تخبو أحياناً وتظهر أحياناً أخرى فإذا ظهرت يمتلكني شعور وانتماء لتلك الأرض إلا أنني لصغر سني في تلك الفترة وقلة حيلتي أتظاهر أنني لا أفكر في الموضوع ظاهرا أما باطنا فكانت الجذوة متأقدة والشوق و الحنين حاضر لكن كما يقال : ( العين بصيرة واليد قصيرة ) وقبل أسبوع كما أسلفت زرت مدينة حائل للالتقاء بأهل الجوار من بقي منهم على قيد الحياة وقد أكرمنا من تقابلنا معهم حيث أن الكرم لاينحصر في الأكل والشرب فحسب بل هو أشمل وأعمق واندى من ذلك بمراحل نعم هذا جزء من الكرم .. لكن الكرم قد يكون بالابتسامة الصادقة ويكون بالمودة الحانية والترحيب الممزوج بالحب والتقدير والألفة والاحترام .نعم قابلنا أناس فضلاء منهم من أحتسينا في مجالسهم القهوة ومنهم من يدعوننا لإحتساء فنجان من القهوة والقصد من ذلك بعد القهوة تكون وليمة الغداء أو العشاء أو بهما معاً في منازلهم المعمورة بالكرم والجود فكان الاعتذار منا لضيق الوقت وبوعد منا بزيارة أخرى في قابل الأيام وفي النفس حسرة وفي القلب لوعة لعدم تلبية الدعوة لضيق الوقت كما أسلفت .. أرى ياأهل حائل أنكم بأفعالكم تلك قد جمعتم الكرم بأطرافه كيف لا وأنتم في أرض حاتم الكرم…ومن الفضلاء الذين شرفنا بمقابلتهم أبناء الشيخ العم/سليم الحربي الأساتذة الفضلاء صالح وفهد ومحمد ويوسف ووليد وخالد وعبدالرحمن وطلال ومعاذ كما شرفت وسعدت أيما شرف وسعادة بمقابلة والدتهم التي هي والدتي ( أم صالح ) والتي حملتني بين يديها وأطعمتني بيديها الكريمتين حفظها الله وكذلك أبناء الشيخ العم/صالح الردادي الأساتذة الفضلاء أحمد ومحمد .وابن الشيخ العم/مقبل الحربي الأستاذ الفاضل أحمد.و الشيخ الفاضل عمار المخلفي.والأستاذ الفاضل عايد الجربوع وأخيه الأستاذ الفاضل عبدالله .ومن حضر من الإخوة الأعزاء الذين لا أذكر أسماءهم الآن . فللجميع الشكر والتقدير…

كتبه : عبدالسلام بن راضي الرحيلي.

١ / ذو الحجة / ١٤٤٢ ه

طيبة الطيبة.

اتصل بنا:

الهاتف: 920006413(966+)

البريد الإلكتروني: INFO@ALAMA360.COM

Copyright © 2019 Alama360. All Right Reserved.

To Top