جدة /عبدالله المالكي
أكد السفير الفرنسي في السعودية لودوفيك بوي، أن المقتنيات التاريخية والأجواء الشعبية التي شاهدها في مشاريع (جدة وأيامنا الحلوة) بالمنطقة التاريخية في عروس البحر الأحمر، تمثل إرثاً عريقاً لمدينة يتجاوز عمرها آلاف السنين، وتمثل أحد الواجهات الثقافية والتراثية المهمة التي ترعاها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والتي تحمل عبقاً من الماضي وأحد الكنوز البشرية الحضارية.
جاءت كلمات السفير الفرنسي خلال زيارته إلى جدة التاريخية ومشاهدته مشاريع مؤسسة (جدة وأيامنا الحلوة) أمس برفقة القنصل العام الفرنسي بجدة مصطفى مهراج، بإرشاد من المرشدة السياحية الأستاذة عبير جميل أبوسليمان، وسط اجراءات احترازية مشددة.
وأشاد السفير لودوفيك بوي بالجهود المبذولة للحفاظ على التراث، خلال اطلاعه على المشاريع التراثية، بحضور نخبة من عشاق ومحبي التراث، واطلع عن كثب على المتحف والقطع النادرة والمشاريع العملاقة التي تقام في جدة التاريخية، وشاهد مجموعة من الصور النادرة عن منطقة جدة والمقتنيات والتحف المعروضة، وعبر عن سعادته بما شاهدوه من مبادرات ايجابية والتي تهدف إلى التعريف والتذكير بتراث مدينة جدة.
من جانبه، عبر منصور صالح الزامل عن فخره واعتزازه عما وصلت إليه مشاريع (جدة وأيامنا الحلوة) التي تعمل منذ اطلاقها على الحفاظ على التراث الاجتماعي والأدبي والفني والعمراني لمدينة جدة، عبر مشاريع توثيقية، تهدف إلى التركيز على أهم المعالم التراثية لجدة التاريخية بشكل خاص، ومختلف مناطق المملكة بشكل عام، بالإضافة إلى أعمال فنية تجسد مسيرة الملوك الذين تعاقبوا على حكم المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز “يرحمه الله” حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ” يحفظه الله”.
ورحب الزامل يزيارة السفير الفرنسي والقنصل العام بجدة، مؤكدا أنها تمثل دعماً كبيراً للمشروع التراثي المهم الذي يحظى بدعم ورعاية وزارة الثقافة، لاسيما أن باريس هي مقر منظمة اليونسكو ومن أكثر دول العالم اهتماما بالتراث والثقافة، مشيراً إلى أن (جدة وأيامنا الحلوة) نجحت خلال فترة وجيزة في أنجاز عدد من المهام الرائعة التي تساهم في الحفاظ على تراث جدة التاريخية وتحافظ على مكانة العروس كأحد أهم المدن التي تمتلك تراثاً نادراً في المنطقة.
وأشار إلى أن أحد الأهداف المهمة للمؤسسة هي الحفاظ على شكل الحارة الجداوية البسيطة التي تشكل أساس النسيج المترابط للمجتمع السعودي الحجازي، حيث ظلت تشكّل محورًا أساسًا في الحياة العامة عبر التكايا والأزقة والأقبية، والمقاهي الشعبية، والدكاكين الصغيرة، والحكواتي، مع اطلاق مشاريع تراثية وثقافية ذات قيمة مضافة.
وتشمل مشاريع (جدة وأيامنا الحلوة) مقعد جدة وأيامنا الحلوة وبيت جدة وأيامنا الحلو وجُدرانية جدة وأيامنا الحلوة ومكتبة جدة وأيامنا الحلوة، وتعد نقاط ارتكاز مهمة في تنمية المنطقة التاريخية وسط جدة، حيث تضم مجموعة من المستندات والخرائط والمقتنيات والكتب والصور واللوحات النادرة التي تمثل تاريخ عروس البحر الأحمر وامتدادها التاريخي، واستقبلت عددًا من الشخصيات البارزة من داخل المملكة وخارجها، وضمت قاعاته عدد كبير من جلسات المثقفين الذين يدركون قيمة التاريخ والتراث، وبات ملتقى لجدة التاريخية من إعلاميين وأدباء وشعراء ومفكرين، حيث يعتبر من باكورة مشاريع المدينة التاريخية التي تهدف إلى إعادة الحركة لأزقتها وبرحاتها، والحفاظ على إرثها التراثي الكبير