بقلم الباحث الشرعي
زياد بن منصور القرشي
حث ديننا الإسلامي الحنيف في القرآن الكريم والسنة النبوية على حماية الأنفس والأرواح من الأمراض والأوبئة وأمر بالمحافظة عليها، وحرم التعدي عليها والسلوكيات التي تضرها ، وحفظ النفس يعني حمايتها من كل مكروه بعدم تعريضها للهلاك ؛ فالنفس الإنسانية هي أغلى ما يملكه الإنسان فوجب الحفاظ عليها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم المسلمين الأخذ بالإجراءات الاحترازية والوقاية من العدوى والأمراض فعلمنا التحصينات من الأذكار والأدعية وأخذ الأدوية للاستشفاء من الأمراض والأوبئة ، وأمرنا بالتداوي بما أحل الله وأخبرنا بأن ذلك لا يخرج عن التوكل على الله تعالى بقوله: (تداووا عباد الله ، أي: اطلبوا العلاج والتطبب وأخذ الدواء، وفي هذا إشارة إلى أن التداوي لا يُنافي العبودية، ولا يدع التوكل على الله عز وجل، والمعنى: تداووا ولا تعتمدوا في الشفاء على التداوي، بل كونوا عباد الله متوكلين عليه، ومفوضين الأُمور إليه ؛ “فإنَّ الله سبحانه لم يضع دَاءً”، أي: لم يخلق داءً ولا مرضًا، “إلا وضع معه شفاء”) ، ونهانا عن الاختلاط بالموبوئين، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يُورِدَنَّ مُمْرِض على مُصِحّ)؛ لذا وجب التأكيد على وجوب إتباع وسائل الوقاية من الأمراض والأوبئة وعدم التسبب في نقلها للآخرين لما في ذلك من إضرار بالنفس وبالغير ، والكل مسؤول عن نفسه وأسرته ومجتمعه ، والجميع مطالب بالأخذ بالأسباب المعينة على التحصين والوقاية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ولأننا نتشارك معاً التحدي ونواجه جائحة كورونا منذ أكثر من عام ، وبوصول اللقاحات اقتربنا للعودة للحياة الطبيعية وأصبح تقارُبنا حلم نحققه بخطوة أخذ اللقاح،
وتتحقق المسؤولية ببناء مناعة مجتمعية حيث ذكرت وزارة الصحة السعودية إن أكثر من 1.7 مليون شخص تلقوا لقاحات ، وأفادت أن لقاح فيروس كورونا يسهم في خفض معدل الوفيات بشكل كبير جدًا يصل إلى 84%، فيما ينخفض معدل انخفاض الوفيات بعد أخذ الجرعة الأولى من اللقاح يصل إلى 72%.
ونشرت وزارة الصحة فيديو توعوياً لمناشدة وحث المواطنين والمقيمين على أهمية المبادرة والمسارعة بأخذ لقاح كورونا من أجل صحة الجميع وخلق مناعة مجتمعية وحياة طبيعية ضمن الحملة الوطنية تحت شعار “خذ الخطوة” لتشجيع أفراد المجتمع على التسجيل عبر تطبيق “صحتي” للحصول لأخذ اللقاح عبر مراكز اللقاح التي هيأتها وزارة الصحة في مختلف مناطق السعودية حفاظاً على صحتهم وسلامتهم وسعياً للحد من انتشار هذا الفايروس.
وقبل أيام علق وزير الصحة السعودي، الدكتور توفيق الربيعة بتغريدة على فيديو توعوي لأخذ اللقاحات، بالقول: “أمضينا عامًا في الجائحة، وهذه خطتنا نحو الحياة الطبيعية، خذ الخطوة وابدأ رحلتك، فسلامتك هي الأهم، خذ اللقاح” ، وتأتي هذه الخطوة تواصلاً لجهود الصحة في الحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين والحد من انتشار فيروس كورونا والتسهيل عليهم للتطعيم عبر المراكز المنتشرة في أنحاء المملكة وعبر الصيدليات التي تم الاتفاق معها لإعطاء لقاحات كورونا وأهابت بالجميع المبادرة للتسجيل للحصول على اللقاح مؤكدةً أن اللقاحات آمنة وفاعلة للوقاية من الإصابة بالفيروس ومضاعفاته ، ومن الأمور المبشرة بالخير إعلان وزارة الصحة التوسع في حملة التطعيم ضد فيروس كورونا وإمكانية الحجز مباشرة حسب المواعيد المتاحة حيث يمكن الآن الدخول على تطبيق صحتي لحجز موعد في أقرب مركز لأخذ اللقاح ، وأنه تم تغطية الفئات ذات الأولوية المسجلة وهو ما يتيح الانتقال للفئات الأخرى، وقد بلغ عدد مراكز لقاحات كورونا في المملكة أكثر من خمسمائة مركز لقاح وهذا نجاح وتميز كبير جداً يضاف إلى سجل النجاحات والإنجازات لوزارة الصحة ولا زالت تسعى إلى تدشين المزيد من مراكز اللقاح في كافة مناطق المملكة وبمشاركة مقدمي الخدمات الصحية في القطاعين الحكومي والخاص.
وأدعوا المواطنين والمقيمين بأن يحصنوا أنفسهم وعائلاتهم بلقاح كورونا للحفاظ على أرواحهم وتقليل نسبة الوفيات ؛ ولأننا اشتقنا جميعاً للرجوع إلى الحياة الطبيعية فخذوا اللقاح واطمئنوا وتفاءلوا وارتاحوا فاللقاح آمن بشهادة منظمات الصحة العالمية ومراكز الأبحاث الطبية ووزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء ؛ ولنُسهم جميعاً في نهاية الأزمة معًا ، ونعود إلى حياتنا الطبيعية -بإذن الله- ؛ فالحياة حلوة وجميلة بدون كورونا ودعماً لجهود دولتنا المباركة متمثلة في كرم وعطاء واهتمام ورعاية ولاة أمرنا -وفقهم الله- حيث وفروا اللقاحات مجاناً لكل مواطن ومقيم وزائر وجعلوا صحة وراحة وسعادة المواطنين والمقيمين أولاً قبل كل شيء وسخروا الأموال الطائلة وجندوا الرجال ورصدوا ملايين الريالات لمكافحة هذا الوباء فكل الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- والشكر موصول لأبطال وزارة الصحة ولجميع الوزارات المشاركة في مكافحة ومحاربة الوباء ولا أنسى منشآت القطاع الخاص من الشركات والمحلات التجارية التي قدمت خدمات وعروض لتشجيع المواطنين والمقيمين على أخذ اللقاح بالتعاون مع حملة وزارة الصحة والتجارة أسأل المولى العلي القدير أن يحفظنا ويحفظ بلادنا وأن يرفع عنا الوباء والبلاء ويجعل هذا اللقاح شفاء وعافية للجميع وقدامكم العافية يا رب.