جدة ـ إبراهيم البلوشي
استعرضت قمة مجلس الخدمات المالية الإسلامية الخامسة عشرة التي ينظمها البنك المركزي السعودي خلال الفترة من 9-11 نوفمبر 2021م بمدينة جدة، ثلاث قصص عالمية لنجاح التحول الرقمي في تطوير التقنيات المالية، ضمن الفعالية التمهيدية الثالثة للقمة التي عُقدت اليوم تحت عنوان: “منتدى الابتكار.. التحول الرقمي لقطاع المالية الإسلامية.. دراسة لحالات في القطاع”، وأدار دفتها الدكتور رفقي إسمال الأمين العام المساعد لمجلس الخدمات المالية الإسلامية.
وفي بداية الفعالية استعرض الدكتور زامير إقبال نائب الرئيس للشؤون المالية والمدير المالي للبنك الإسلامي للتنمية، تجربة البنك الإسلامي للتنمية مع برنامج “الصكوك الخضراء” الهادف إلى تحقيق التنمية المالية المستدامة، موضحاً أن قصة توجّه البنك إلى مثل هذه النوعية من الصكوك بدأت قبل نحو 20 عاماً خضعت خلالها لكثير من الأبحاث والدراسات والاعتمادات التي أسهمت في توفير البنية التحتية الجاذبة للمستثمرين في مشاريع هذا القطاع، مضيفاً أنه “عندما أبصرت هذه المبادرة الخضراء النور كانت موضع اهتمام المنظمات التنموية والمستثمرين في مشاريع التنمية المستدامة. ومع تطورها بدرجة عالية أصدرنا منها ثلاثة أنواع. وقد تعلمنا من هذه التجربة كيف يمكن تحويل الأزمات مثل (كوفيد-19) إلى فرص. وها نحن اليوم نريد تعافياً سريعاً ومستداماً وصديقاً للبيئة. ومن أجل ذلك نركز على تعزيز البنية التحتية والتحول الرقمي لهذه المشاريع الخضراء”.
من جهته قدم الدكتور يحيى عبدالرحمن رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمصرف لاريبا ويتير بالولايات المتحدة عرضاً مرئياً لقصة نجاح المصرف مع تأسيس نظام مصرفي غير ربوي باستخدام تقنيات التحول الرقمي، وقال: “قبل أكثر من 40 عاماً تم تأسيس المصرف كشركة مالية، ووضعنا حينها نصب أعيننا العمل على تقديم خدمات مصرفية غير ربوية”، وتطرق إلى أهداف المصرفية غير الربوية، وطبيعة العملة الرقمية، وأضاف: “مصرفنا بنك مجتمعي، ونحاول ألا نحاكي البنوك الأخرى، ونقدم التمويل المالي الخالي من الربا، وليس عن طريق بطاقات الائتمان. كما نقدم لعملائنا التوعية المناسبة بشأن القيمة المضافة لخدمات المصرف، وتثقيفهم مالياً، وفي هذا الصدد نصدر الكثير من الإصدارات للتوعية بأهمية المصرفية غير الربوية”، مشيراً إلى أن “الهدف الرئيس من استخدام التقنيات المالية تشجيع العملاء على استخدام ماكينات الصرافة وليس المصرفيين. ونحن نستخدم التقنيات المالية في كل تعاملاتنا، ولدينا تطبيق تقني، ونستخدم شبكة الإنترنت للتواصل مع عملائنا. ونستهدف تطوير نظام مصرفي جديد أكثر كفاءةً ونفعاً للعميل ودون ربا. ولدينا خطة لتطوير نظام مصرفي غير ربوي يستند إلى ما ورد في قصة النبي يوسف عليه السلام. ونستعين في ذلك بخبراء غير ربويين للمحافظ الإسلامية. ونعمل على قيادة هذا النموذج من البيع غير الربوي”.
وفي ختام الفعالية التمهيدية الثالثة تحدث الدكتور هلال حسين رئيس فريق الحلول المعرفية بالمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، عن تجربة البنك مع قسائم IsDBI الرقمية القائمة على تقنية Blockchain كوسيلة للشمول المالي. وقدم عرضاً مرئياً عن استخدامات هذه القسائم، ومن ذلك: خدمات التوصيل الرقمية، وتداول البضائع والسلع، ودفع الرسوم كالكهرباء والماء، وخدمات التعليم والصحة وغيرهما من القطاعات الخدمية، مبيناً أن هذه القسائم ليست عملة رقمية بل هي أدوات تكميلية لا تتداول أموالاً حقيقية، بل تصدر على شكل صكوك ذات أثر اجتماعي. وقد تمكنا من الحصول على براءة اختراع لتصميمها بوصفها حلاً رقمياً متميزاً لإدارة الاستدامة المالية، ونسعى للمضي قدماً، والمساهمة في نشر استخدامها عبر شركات عملاقة بالدول الأعضاء بالبنك”.
يذكر أن فعاليات القمة الخامسة عشرة لمجلس الخدمات المالية الإسلامية تُعقد هذا العام تحت شعار “التمويل الإسلامي والتحوّل الرقمي: موازنة الابتكار والمرونة”، وتستهدف بحث سبل تعزيز الابتكار في النظام المالي الإسلامي، والاستفادة من خدماته، واعتماد التقنية وضمان الاستدامة؛ من أجل دفع عجلة النمو، وتحقيق فرص التنمية ضمن هذا القطاع.