مقالات
هل نستطيع تحويل تهديدات اليوم إلى فرص مُثمره للغد ؟
بقلم ـ سالم بن شامخ
مثال ذلك عندما نسمع عن البروفسور محمد يونس مؤسس بنك الفُقراء والذي ملأت فروعه بلدان العالم وحصل على خمسين شهادة دكتوراة مُستحقه وبدونِ شِراءٍ لها أو مُقابلٍ ، عدا ذلك من الأوسمة التي تصدرها أعلى وِسام أمريكي لم يُسلم سِوى لشخصيتين كأنهُ لم تُوضع ضوابطه إلا لهُما ، حيثُ أصبحت المؤسسة التي بدأت في قرية جوبرا في عام 1976 بقرض يبلغ 27 دولاراً أحد أهم البرامج المناهضة للفقر في العالم ، وأصبحت بنكاً يضم حالياً ما يزيد على 2500 فرع ، ويعمل لديه حوالي 26 ألف موظف ، وأقرض البنك مليارات الدولارات للملايين من الفقراء بمعدل استرداد قدره 98% ذلك أنهُ لم يستمع للمُثبطين والمحبِطين وأعداء النجاح وكانت نسبة المخاطره عالية جداً في مشروعه ..
وعندما نسمع عن مؤسس إمبراطورية علي بابا ، وعندما نسمع عن مؤسس سلسلة أويو الهندي الأصل الذي تفوق في شراء عدد الغرف الفندقية على هيلتون العالمية وتراهن شركته على تجاوُز منافسيها في عام 2023 حيثُ تُقدر حالياً قيمتها ب10 مليار دولار ، وعندما نسمع عن مؤسس مايكروسوفت الذي صعد بها بشكلٍ قد لايُصدِقُهُ هُو .. سواءاً لوحده أو بمعاونةٍ من جهات تمويلية أو دعم حكومي ، وعندما نسمع عن نجاح منقطع النظير للمشاريع السابقة زمنها وعندما نسمع عن خطة التنمية العالمية في بعض الدول ومن أقوى الخُطط التي يُضرب بها المثل في إبداعها خُطة المملكة لرؤية 2030 التي أذهلت العالم في سُرعتها ودِقة متابعتها من لدُن مهندسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أذهل العالم تحت قيادة حكيمة من الملك سلمان بن عبد العزيز الغالي على قلوبنا بالفعل ، حيثُ أصبحت تتسابق كُبريات الشركات العالمية لتضع لها بصمةً ذهبيةً للإستثمار بل لمقراتها الإقليمية ، ودعُونا نمُر بعد ذلك بمرحلة الأسهم في الإستثمارات ، وعندما نسمع عن الأزمات التي تعصف ثم تتعافى ، وعندما نسمع عن الإستثمارات في العالم والذكاء الاصطناعي ، عندما نسمع عن صعود البترول وانخفاضه فجأه وعندما نسمع عن هُبوط وطلوع الذهب في أسعاره فجأه ، وعندما نسمع عن صُعُود أسهُم شركات عالمية وهبوطها من تغريده فجأه ، نجِد أن ذلك عجيباً لأننا في زمن التقنية والسرعة والبقاء للأقوى والأميز ، ودعونا ننظر نظرةً سريعة كيف أن مواقع التواصل الإجتماعي غيرت مفاهيم العالم بوجودها وتواصلها ، حتى أن بعض المشاهير أصبحوا يروجو لماركات تخصهم على هيئة مسوقين لها وهذا من الذكاء ولكن الأفضل لو كانت ذات جودة ، ولايخفى عليكم أننا نحنُ رأس مالها الأساسي كمستخدمين ، وهي بدوننا لاشيء ، وأصبحت تغريدة واحدة فيها ترفع وتُهبِط من سعر السهم فيها وفي أسهُم كُبريات الشركات كشركة تيسلا على سبيل المثال ، وهذا هُو أخطر أنواع الإستثمار وأدقها وبِلا شك يدخُل في ذلك إستثمارُ القلم .. وعندما نُعرِج على عملاق البنوك الإستثمارية في العالم الياباني سوفت بنك والذي يأتي كأعلى ثالث الشركات العالمية رِبحاً بعد أبل وأرامكوا .. عِندما نجِد أن صندوق الإستثمارات العامة من كِبار المساهمين فيه ، وكما يُسمونهُ الدجاجة التي تبيضُ ذهباً ، عرجنا عليه لنعلم أنهُ يستثمِر في التكنولوجيا بقوة ويكفيه أن ربحهُ فقط للفتره الماضيه تجاوز ال45 مليار دولار .. ومن أهم الشركات التي تساهم فيها ” رؤية سوفت بنك” شركة أوبر العالمية للنقل الذي تمتلك فيه بمايقارب ال10 مليار دولار من أصل قيمة سوقية تُقدر ب 95 مليار دولار وشركة ديدي الصينيه للنقل التشاركي التي صعدت بشكلٍ وشركة توك توك وشركة دورداش الأمريكية لتوصيل الطعام ، وأخيراً .. من هُنا نعرِف أن نُواكب أمواج التقلُبات السريعة في زمن المُتغيرات الاقتصادية ، وكيف نصنع الفُرص بحذر .. وليست هي من تصنعُنا ..
من لم يُضحي ويُخاطر لن يرى النجاح الذي بحجم المُخاطره يكون الربح فيه ..
بعض التضحيات ليست مدروسة وبعضُها مدروسة وبخططٍ جباره ، ولابُد أن نعلم أنها حُظوظ أحياناً ..
فمثلاً عندما دخلت عملاق الألعاب في حينها شركة تويز آر آص واحتكرت تسويقها شركة أمازون العالمية وتسببت لها بالخسارة تدريجياً بعد منازعات دامت سنوات في المحاكم إنتهت بإعلانها الإفلاس الذي صدم الكل .
ولعلنا نلخص أن الإستثمارات التي تنمو سريعاً وقد لاتتأثر كثيراً من تقلبات السوق إذا كانت لها إدارة متفتحه وتنوعت أدوات التسويق لها على سبيل المثال لا الحصر .. التسويق الإلكتروني والابتكارات والمشاريع السياحية البسيطة والكبيرة ذات الفكر المختلف إبداعاً وتغييراً لما فيها من ترفيه وتغييرالأجواء وكثرة الطلب عليها ، والمعاهد المتخصصة ، ومدارس الأطفال ، والتطبيقات الذكية التي يكُون فكرها خارج الصندوق ولايكون إعتيادياً ، والتطبيقات التشاركية منها خصوصاً والإستثمارات في الأدوات الإستهلاكية ذات إستخدام المرة الواحدة الطبية على سبيل المثال والصناعة على وجه الخصوص والمهم إستثمار العقول البشرية وتطويرها وهو مايسمى بإستثمار الإنسان ، كذلك ثقة العملاء هي المكسب الأكبر في التجارة وإستثمار علاقاتها وهي التطور بحد ذاته ، التطبيقات كثيرة والمستثمِرُون أكثر ولكن الذي تفرد منها هم الذين أصبحوا عالميين وفرضوا أنفسهم ولكن الاعتيادي يبقى مكانه ولامكان في هذا الزمن للسكون وإن كان أحياناً مولداً للإبداع ، هذا هو زمن العاصفة وتسجيل الإبداع وإنطلاقته بأقصى سُرعة وبأدقِ إبداع .. وأهم شيء في ذلك كله التحلي بالصبر ، الصبر ، والتأني في إنتظا النتائج مع التفاؤل وحسن الظن بالله .