مقالات
قصاصاتي الصغيرة ….. رمضان ….. هل نعرفه حقاً ؟
كان قبل جيل أو جيلين يأتينا شهر رمضان كل عام ونستقبله بالتكبير والتهليل والفرحة تعبيراً عن حب المسلمين لهذا الشهر العظيم وفي بعض بلاد المسلمين يستقبلونه بالفوانيس التي أصبحت ( أيقونة رمضان ) وعلامة تجارية لهذا الشهر الكريم ، وأما هذا الجيل فأصبح يستقبل رمضان بشراء شاشات التلفزة الكبيرة لحضور مسلسلات رمضان والتي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بهذا الشهر العظيم ثم نلاحظ من بداية شعبان تتنافس الأسواق الكبيرة على عرض المواد الغذائية بطريقة مميزة وكأنهم يقولون : بمناسبة شهر الأكل وليس شهر الصوم وكذلك تتبارى الشركات المنتجة في ضخ الإعلانات على جميع ماهو متاح من وسائل تواصل وكأنَّ هناك مجاعة قادمة إلينا وعلينا أن نقوم بشراء وتخزين المواد الغذائية . هذه ظاهرة نراها هذه الأيام والأيام المقبلة قبل دخول شهر رمضان المبارك ، حتى أصبح رمضان غريباً ليس كما كنا نعرفه من قبل .
كلُّ هذا قد يكون مقبولاً على مضض ولكن أين التحضير الروحي والنفسي والقلبي لشهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن؟؟ وهذه مناسبة إلهية وإشارة لعظمة هذا الشهر ، لأنَّ رمضان شهر التربية الروحية والنفسية والقلبية،إنه مثل الذي يلتحق بدورة تعليمية في مجالات الحياة المهنية ، رمضان شهر دورة تدريبية على إيقاظ الروح وإيقاد شعلة الإيمان بالقلب بعد أن خبت أو أطفأتها رياح الحياة المادية الصاخبة ، رمضان شهر الاستجمام الروحي للتخلص من أعباء وثقل الحياة المادية..لأنها مثل الغطاء تحجب النور عن القلب والروح .
وشهر شعبان هو شهر التحضير لاستقبال شهر البركات وقد كان فيما مضى يخرج الذين أغناهم الله يبحثون بأنفسهم عن بيوت المعوزين وأصحاب الحاجة دون أن يشعرونهم بأنهم أهل إحسان وأنهم قادمون لتفقد أحوالهم ثم يسجلون أسماءهم وعناوينهم دون علمهم ويقومون بإرسال مستلزماتهم وحاجاتهم دون علم المحتاج بمرسلها ، وقد كان الإمام زين العابدين بن الحسين عليهما السلام له أثر تسلخ على كتفه لأنه كان يحمل الدقيق ليلاً تحت جنح الظلام وبالسر إلى بيوت المحتاجين والأرامل ومن ليس لهم عائل يعيلهم بعد أن يكون قد سأل عنهم بالنهار دون أن يعرف أحد السبب …..(حبذا أن يتتم اختتام المقالة ببعض المقترحات الروحية والإحسانية والمجتمعية..)
بقلم 🖋️ البتول جمال التركي