اخبار محلية

في عامها ال (90) عناية المملكة بكسوة الكعبة المشرفة تتحلى بأيد سعودية أكثر من (200) شخص يعملون بمجمع كسوة الكعبة

Posted on

مكة المكرمة ابراهيم البلوشي

همة عالية توارثتها الأجيال، إتقان أوصلهم إلى القمة، من خلال برامج تدريبية وتطويرية وعمل مؤسساتي عالي الجودة، خلال (90) عامًا صنعت الهمة أياد تلتف بالحرير، وتقاس بوزنها ذهبًا، هذا ما يتذكره زائر مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، عندما يشاهد رجالًا أمضوا أكثر من ثلاثة عقود مع الخيوط الحريرية والقطنية وإبر الخياطة، فن توارثته الأجيال جيلًا بعد جيل بعد أن شرعت المملكة العربية السعودية أبواب الصناعة لكسوة الكعبة عبر دار خاصة بمحلة أجياد أمام دار وزارة المالية العمومية بمكة المكرمة في عام (1346هـ).
حيث كرست الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الهمة وعشق القمة وتحدي الصعاب، للعاملين لديها بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، والذين يصل عددهم إلى (218) شخصًا، من خلال برامج تدريبية ودورات تأهيلية مكثفة، نتج عنها العديد من الإنجازات على أيد مهرة.
هؤلاء الرجال بدأت قصتهم شغفًا وانتهت هيامًا، شرفهم الله -عز وجل- بما يحلم به كل مسلم، العمل بخياطة كسوة الكعبة المشرفة وفكها وتركيبها يوم استبدال كسوة الكعبة الذي يوافق كل عام اليوم التاسع من ذي الحجة، فحول هذا التشريف وعظم العمل يقول فهد عودة العويضي، أحد العاملين في خياطة ثوب الكعبة المشرفة بمجمع الكسوة: أمضيت (٣٦ سنة) وأنا أعمل بالمجمع، كنت حين أزور المسجد الحرام يستوقفني كثيرًا ثوب الكعبة المشرفة، وأتساءل كيف يتم خياطته وتركيبه؟ ولكني لا أجد أي جواب، وفي عام (١٤٠٦هـ) حضرت إلى الحرم المكي وقت تبديل الثوب وشاهدت مراحل الفك والتركيب، وبعد الانتهاء منها تقدمت لأحد العاملين حينها في تبديل الثوب، وطرحت عليه الكثير من الأسئلة وكان يجيب عن كل سؤال بدون تردد فمن بين الأسئلة التي وجهتها له عن المكان الذي تصنع فيه الكسوة وكيف يمكن المشاركة في هذا العمل؟ وجهني بالذهاب إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومقابلة المسؤولين والتقدم بطلب توظيف، وفي اليوم التالي توجهت إلى الرئاسة العامة وكانت العملية سهلة جدًا، رحبوا بي، وكان الاتفاق معهم على التدريب مدة ستة أشهر فإذا اجتزت الدورة سوف أكون أحد العاملين بالمصنع، وفي حال عدم الاجتياز سوف تعاد لي الدورة، وفي حالة التعثر للمرة الثانية لن يتم قبولي للعمل، دخلت الدورة وشغفي وحبي لهذا العمل جعلني اجتاز الدورة التدريبية خلال شهر واحد – ولله الحمد – فبعد الشهر الأول تم توظيفي بالمصنع، وبدأت العمل مع زملائي الذين وجدت منهم تعاونًا كبيرًا، وكان العمل جميلًا وممتعًا لأنه في أطهر وأفضل مكان وهذا يولد طاقة إيجابية، جعلتني أعمل طوال هذه المدة في المجمع، وأمثل المجمع في كثير من المعارض الداخلية والخارجية والتي منها دبي وطاجكستان وإندونيسيا، وحول الشباب وتمكينهم من العمل داخل المجمع قال العويضي: لدينا داخل المصنع عدد من الشباب يجيدون فن الخياطة والتطريز، ولديهم شغف كبير للعمل في هذا المكان، وآخرهم (٢٥) شابًا تم قبولهم للعمل بالمجمع بعد أن تم تدريبهم مدة ستة أشهر في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وثلاثة أشهر بالمجمع، نعمل خلالها على تدريبهم في عملية تبديل الثوب ونجعلهم يرافقون أصحاب الخبرة لمساعدتهم ومعرفة آلية العمل.
وذكر العويضي أنه شارك في تبديل ثوب الكعبة (٢٥ سنة)، وأن عدد الأشخاص الذين يقومون بتبديل الثوب (116) شخصًا (١٩) منهم فوق سطح الكعبة،والبقية موزعين حول الكعبة، وقال العويضي سهلت دخول كثير من الأصدقاء للعمل بالمصنع، وزوجتي وابني وبناتي زاروا المصنع وشاهدوني وأنا أعمل، ويحتفظون بجميع المواد الإعلامية المرئية والمطبوعة التي أظهر فيها وأنا داخل المصنع أو أوقات تبديل ثوب الكعبة المشرفة، كنت في مراحل شبابي أنهي لفظ الجلالة كاملًا خلال (6) ساعات واليوم يصل إنتاجي إلى؟ حرف فالخبرة ساعدتني على سرعة الإنتاج، وأتذكر في أحد الأيام أنا وزملائي خلال ثلاث ساعات قمنا بخياطة أحد القناديل وهو (يا حي يا قيوم(.
العويضي يقوم أيضا بالإشراف، ومتابعة زملائه، والمشاركة في تغيير ثوب الكعبة، ويقول أن التبديل يحتاج إلى تركيز وجهد عالٍ لأنهم أصبحوا يحققون أرقامًا قياسية في وقت تبديل الثوب ويحاسبون على جودة العمل، وفي العام قبل الماضي (١٤٣٩هـ) تم تبديل الثوب في مدة زمنية تقارب الثلاث ساعات لإكمال استبدال الكسوة، في عملية شارك فيها 160 صانعا وفنيا، فيما يقول غازي عمر باقليد: عملت في مجمع الكسوة منذ عام (١٤٠٣هـ) بدأت في العمل حينها كان …

Most Popular

Copyright © 2019 Alama360. All Right Reserved.