بقلم /منصور نظام الدين
مكة المكرمة :-
رحمك الله يا والدي رحمة الأبرار – وأسكنك في أعلى الجنان – في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
في مثل هذه الأيام المباركة من عام 1390 هجرية – قبل أكثر من اثنين وأربعين عاما رحل والدي – رحمه الله – من هذه الحياة، وذلك عقب أدائه مناسك الحج في ذلك العام، حيث أصيب بالحمى الشوكية، وأدخل على إثرها مستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة، ولكن المرض لم يمهله طويلا – وأنتقل في فجر ذلك اليوم للرفيق الأعلى.
تاركا حملا ثقيلا لوالدتي – رحمها الله رحمة واسعة – ترك لها ستة من الأبناء ثلاثة ذكور، وثلاثة من الإناث – اكبرهن لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها – وأصغر الأبناء لم يكمل عامه الأول
فكانت والدتي – رحمها الله – هي الأم والأب لهؤلاء الأبناء الأيتام – معتمدة على الله سبحانه وتعالى في تربيتهم – لا سند لها بعد الله عزوجل
حيث لا عم ولا خال يقف معها في وحدتها
وهنا اتذكر دعاء أبينا إبراهيم أبو الأنبياء عليهم السلام
قال تعالى : (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)
ولله الحمدلله والمنة قامت والدتي – رحمها الله- بتربية أبنائها خير تربية على النهج الصحيح
والأخلاق الحميدة وغرست فيهم مبادئ الأخلاق
واليوم اتذكر والدي ووالدتي – رحمهما الله –
رافعا أكف الضراعة لله عزوجل بأن يتغمدهما بواسع رحمته، وأن يسكنهما فسيح جناته، وأن يجمعنا بهما في جنات النعيم – وأن يلهمنا الصبر والسلوان على فراقهما
(وإنا لله وإنا إليه راجعون).