مقالات
في ذكرى وفاة والدتي – رحمها الله –
بقلم / منصور نظام الدين
رحمك الله رحمة الأبرار –
وأسكنك أعلى الجنان مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
في مثل هذا اليوم قبل سبعة عشر عاما – وتحديدا يوم الأربعاء الخامس من شهر شوال لعام (1425 هجرية)
إنتقلت إلى رحمة الله تعالى والدتي بعد مرض عضال ألم بها، وكانت نعم الأم الوفية التي قامت بتربيتي وتربية إخواني وأخواتي بعدما توفى والدي – رحمه الله رحمة واسعة – عقب أدائه مناسك الحج، و إصابته بالحمى الشوكية، وكان ذلك في شهر الحج عام (1390 هجرية) تاركا حملا ثقلا لوالدتي – رحمها الله – ستة من الأبناء ثلاثة ذكور – وثلاثة إناث – أكبرهن شقيقتي التي لم تبلغ الرابعة عشر من عمرها –
وأصغر الأبناء شقيقي الذي لم يكمل عامه الأول
وليس لنا عائل بعد الله سبحانه وتعالى غير والدتي، فكانت هي الأم والأب التي أعطت وضحت من زهرة شبابها وعمرها بدون مقابل، وقامت ولله الحمد والمنة بتربية أبنائها خير تربية –
وألحقت أبنائها بحلقات التحفيظ – إضافةً إلى أنها كانت صوامه وقوامه طوال حياتها – ويضرب بها المثل بين جارتها وممن عرفها عن قرب،
وكانت سعادتها أن ترى أبنائها في أحسن الظروف والأحوال، وأيضا تؤثر على نفسها من أجل أبنائها
كما أكتملت سعادتها عندما كبر أبنائها أمام ناظريها وتأهلوا للزواج،
وأدت رسالتها كأم وفيه على أكمل وجه ولله الحمد والمنة
كما كانت تحمد الله دوما بأن أبنائها سلكوت النهج السليم والطريقة الصحيحة دون إنحراف أو إنجراف، وبدون سوابق
واليوم ونحن نتذكر قصة كفاحها وذكرى وفاتها- رحمها الله رحمة واسعة –
لا نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة لله عز وجل بأن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته مع والدي وشقيقتي الكبرى وزوجتي الغالية أم إمتنان – رحمهم الله جميعا – كما أسأل الله تعالى أن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة بعد عمر طويل
وأن يغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهم آمين يارب العالمين