:
جدة – إبراهيم البلوشي
أوضح أحد أقدم التجار و أصحاب محال السبح والأحجار الكريمة بجدة والطائف ومكة المكرمة صديق عمر نحاس، أن التفاوت في أسعار السبح عائد لاختلاف صناعتها وحجمها، وأنه أصبح قادراً على تثمين السبحة الجيدة من غيرها المقلدة بمجرد النظر إليها أو لمسها، وأحياناً شم عطرها؛ حيث يتحكم في السعر نوع الحجر وحجمه.
وأضاف “نحاس” أن السبح تعتبر أغلى وأنفس ما يصنع من الأحجار الكريمة، مثل الكهرمان والعقيق والفيروز والعاج، ثم يأتي بعدها في الدرجة تلك الصناعية التي تصقل من مواد صناعية كبلاستك الفاتوران ذي الكثافة العالية والباكالايت والقلاليث.
وأشار إلى أن حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين يحرصون على اقتناء السبح من أسواق منطقة مكة المكرمة؛ حيث تعتبر السبح من الهدايا البارزة لدى الباعة في أسواق مكة المكرمة وجدة التي يقبل على شرائها ضيوف الرحمن بشكل دائم ومستمر؛ حيث يحرص زوار المنطقة على حمل الهدايا المعبرة عن هذه المناسبة، تسجيلًا لذكراها لدى أقربائهم أو أصدقائهم عند وصولهم إلى بلدانهم
وبيّن أن للسبح هواتها الذين يبحثون دائمًا عن المزايا والأوصاف لمعرفة الثمين من الرخيص، ويفرقون بين الأصلي والتقليد؛ حيث يكثر حاليًّا تقليد الأحجار الكريمة المنتشرة في الأسواق، وقليل هم مَن يعرفون الثمن الحقيقي للسبحة وفقًا لمواصفاتها وأن بعض سبح الكهرمان يصل سعرها إلى عشرات ومئات ألوف الريالات، وقيمتها تكمن في عمرها وعراقتها.
وقال: هناك أيضًا مسابح اللؤلؤ الطبيعي التي تمتاز بأناقتها، ومسابح المرجان التي تتسم بشكلها الجميل وغلاء أسعارها، وخصوصًا المرجان التونسي.
وأوضح صديق أن السبحة تتكون من 3 أجزاء هي: “المئذنة”، والحبات والشواهد “الفواصل”، والشرابة “الكركوشة” الذي يأتي في نهايتها، ويختلف حجمها؛ فمنها ما يأتي على 33 خرزة وأخرى على 99 خرزة.
وقال: الحمد لله أصبح هناك اهتمام كبير بالسبح والخواتم التي تعتبر من أهم الكماليات الآن، وبيّن أنه توجد سبح للنساء وقد ازداد الإقبال عليها من باب حب التميز، وهي في الأصل سبح يونانية لها رأسان، وهي موجودة منذ قديم الزمان، ولكن أصبحت موضة في الفترة الحالية، خصوصًا الألوان البراقة منها أو من اللون الأحمر، وأن سبح اليسر والعاج والكوك والعظم تلقى رواجًا لدى الرجال والنساء؛ لأن أسعارها في متناول الجميع وسعر الواحدة منها لا يتجاوز 500 ريال.
وقال: تتوفر في السعودية الأحجار الطبيعية النفيسة التي تدخل في صناعة السبح، كالمرجان الأسود المعروف باليسر والمجلوب من البحر الأحمر، والعقيق في منطقة الدرع العربي، والفيروز في الأطراف الشمالية لمنطقة الرياض.
وأشار إلى أن سبحة اليسر التي تعد أشهر أنواع السبح في العالم تستخرج من شعاب مرجانية في البحر، وهو المرجان الأسود، موضحًا أنه يتم تشكيل أحجار سبحة اليسر في أي مكان في العالم، ولكن يتم تطعيمها بالفضة والألومنيوم في مصر.
وأكد أبو أنمار أن مسابيح الكهرمان بالحشرات تلقى رواجًا كبيرًا بين الجمهور، وقال: تعد مسابيح الكهرمان من أندر الأنواع التي أمتلكها، وهي تُعامَل معاملة الذهب والفضة في سعرها، فبناءً على وزنها يتم حساب ثمنها، وأن المادة الصمغية التي تفرزها الأشجار الصنوبرية للدفاع عن نفسها من هجوم الحشرات، هي ما ساعد في التصاق الحشرات بها بشكل طبيعي وجميل، لتبقى كالمنحوتة الفنية في قلب هذه الأحجار بعد انقراضها في الطبيعة.
وختم أبا حسان بأن الأحجار الكريمة تحتفظ بقيمتها المادية والمعنوية الكبيرة لدى الكثيرين، خاصة محبي اقتناء المسابح والخواتم والحلي المصنوعة من تلك الأحجار، والتي يأتي في مقدمتها بالسوق السعودي حجر “الكهرب”، وهو المسمى المحلي لحجر “الكهرمان”، وذلك في ظل ما يحمله هذا الحجر الكريم من فوائد عديدة تجعل مقتنيه حريصًا على الاحتفاظ به، فالبعض يقتنيها كهواية جمع السبح بكل أشكالها وألوانها وعشاق السبح لا يحدّ من عشقهم لها ذاته وإن امتلأت خزائنهم.