اخبار محلية
رئيس مجلس إدارة “غرفة مكة”: هذه السنة استثنائية على اقتصاديات مكة … والأزمة غيرت أسس الاستثمار
مكي آل سالم – مكة المكرمة
أكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، نائب رئيس مجلس الغرف السعودية هشام محمد كعكي أن اقتصاديات مكة المكرمة تمر بسنة استثنائية ستغير أسس الاستثمار، متوقعا أن تطرأ تغييرات كبيرة على الاجراءات الخاصة بخدمات المعتمرين والحجاج، الامر الذي يتطلب افكارا حداثية مواكبة من قبل المستثمرين، مشددا: “لا خوف على مواسم العمرة والحج، فالمجال واعد، واقتصاد مكة دائماً واعد وفيه الكثير من الفرص”.
وكشف هشام كعكي خلال حديثه في برنامج “أزمة ولزمة” مع الاعلامي المهندس حلمي نتو، عن نظام جديد خاص بالغرف التجارية السعودية سيصدر قريبا ليتيح الفرصة للغرف التجارية الاستثمار لتغطية تكاليفها وممارسة دور أكبر في مجتمع الأعمال، وهو أول نظام يأتي بعد 40 عاما من نظام الغرف التجارية.
وتناول أوضاع الاقتصاد المكي عقب أزمة كورونا، وكذلك مبادرات غرفة مكة المكرمة، وأهمية الابتكار في المشاريع لرواد الاعمال والتوجه القوي نحو الاستثمار في التقنية، ورأى أن الازمة اثبتت ان المملكة قيادة وشعبا قادرة على ادارة الازمة، وقادت دول العشرين خلال الاجتماع الافتراضي الذي ترأسته الرياض، التي اثبتت قيادة عالية للأزمة وتخطيها والانطلاق إلى آفاق اقتصادية كبيرة.
وقال هشام كعكي: التنوع وقت الازمات مفيد ومرغوب، خاصة من أصحاب شركات الحج والعمرة، الذين ينبغي عليهم وضع بدائل وأفكار مبتكرة، علما بأن هذه السنة ستكون سنة صعبة على العاملين في هذا القطاع، لكن من استطاع النفاذ منها، سواء بالاندماج أو باستثمارات أخرى، فسيكون وضعه أفضل في المستقبل، مضيفا “أنا على يقين بأن الكثير من أصحاب الشركات يستطيعون تحقيق لك”.
واعتبر أن الفترة المقبلة ستشهد تغييرا في خصوصية اسكان العمال، والمواصلات وغيرها من الخدمات لتلافي المشاكل التي حدثت خلال هذه الفترة بسبب التكدس، وأردف “تحدثنا مع بعض أصحاب شركات العمرة والحج، واتفقنا على ضرورة ايجاد خطة طوارئ من قبلهم”، مبينا أن فترة كورونا هي فترة مؤقته، وسيستفاد منها كثيرا في التنظيم والاسكان والنظافة، وازالة بعض الملاحظات السابقة، وسيكون هناك ترتيبا مميزا ونجاحا مستقبليا بإذن الله.
وتحدث هشام كعكي عن أهمية دور الغرف التجارية في أوقات الأزمات، مبينا أنهم في غرفة مكة المكرمة شاركوا في لجان الطواري، وفي مشروع السلال الغذائية ودعم المواد الغذائية للشرائح المستهدفة في الأحياء التي حجرت كليا، وكذلك في تنفيذ التوعية بالتباعد الاجتماعي، وفي التدريب، كما يسرت على رجال وسيدات الاعمال بتنفيذ التصديق الالكتروني والخدمات الإلكترونية.
ولفت إلى أن من أهم أدوار الغرف البالغ عددها 28 غرفة في هذه الازمة كان نشر التحديات التي تواجه القطاع الخاص، وايصالها لصانع القرار بطريقة مقنعة، حتى يتم وضع حلول مناسبة لها، فكثير من الموضوعات تمت من خلال المناقشات الدائمة مع المسؤولين، لمراجعة بعض القرارات التي تخص التجار، وهذا يؤكد أن الغرف التجارية مازالت تمثل صدى التاجر والصانع، واليوم هي تساهم بقوة في قضايا التدريب والمعارض والمؤتمرات والتوعية التجارية والبحوث والدراسات وغيرها.
وجزم رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة بأن أبناء مكة قادرون على أن يقوموا بواجباتهم عند مغادرة بعض العمالة غير المدربة، مضيفا: نحن نعلم أن مكة المكرمة هي أكبر مدينة في الشرق الأوسط تحتضن منشآت فندقية، وهي عبارة عن ورشة عمل ضخمة لا نهاية لها، لذلك فقد عانت مكة المكرمة من موضوع العمالة غير المنظمة، فكثير من الشركات الضخمة التي لديها أعدادا كبيرة من العمالة أصيب بعضهم بفيروس كورونا جراء التكدس، لذلك نجد أن الاصابات في مكة المكرمة مرتفعة مقارنة ببقية المدن، بسبب العمالة الكبيرة والعشوائيات.
وقدم كعكي حزمة من النصائح للعاملين في القطاع، منها أهمية الاندماجات لمواجهة المستقبل، داعيا رواد الأعمال للدخول إلى القطاع بأفكار ابتكارية، وليس الاعتماد فقط على رأس المال، مع ضرورة الابتعاد عن المحاكاة، والدخول برأس مال كبير مندمج، وادارة احترافية، فليس شرطا أن تدير العمل بنفسك، بل يفضل أن يوكل إلى ادارة احترافية، فالزمن ليس زمن تجربة، فالوقت وقت مجموعات الأعمال والاندماجات، والافكار الابتكارية والاستثمار في التقنية عبر دراسات الجدوى، ولابد من اكتساب الخبرات بالعمل مع الغير.
ودعا إلى ادخال التقنية والحداثة على الاستثمارات في الحج والعمرة والتطوير بشكل جديد والابتعاد عن التقليدية، مؤكدا أن مكة المكرمة ما زالت حبلى بالفرص الاستثمارية في اقتصاديات منظومة الحج والعمرة، وعلى أبناء وبنات مكة المكرمة وكل المملكة أن يدخلوا في الاستثمار، شريطة أن يتم الاندماج وادخال الافكار الحديثة والابتعاد عن العمل التقليدي.