الشارقة – إبراهيم البلوشي
وقعت شركة بيرل بتروليوم المحدودة “بيرل بتروليوم او التحالف الذي تقوده شركة نفط الهلال ودانة غاز الإماراتية اتفاقية تمويل بقيمة 250 مليون دولاراً مع مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية (DFC) للمساهمة في تمويل أعمال التوسعة في حقل غاز خورمور في إقليم كردستان العراق.
ومؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية هي ذراع تمويل التنمية التابعة للحكومة الأمريكية، وسيساهم التمويل الذي قدّمته المؤسسة والبالغة مدته 7 سنوات في زيادة القدرة الإنتاجية لمحطة خورمور بنسبة 50٪ ليصل إلى 690 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا وذلك لتلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي النظيف لتوليد الكهرباء في إقليم كردستان العراق. وتبلغ تكلفة المشروع الاجمالية 630 مليون دولاراً وقد تم تمويل المبلغ المتبقي واللازم لإتمام المشروع من خلال تسهيل إئتماني من أحد البنوك المحلية ومن خلال تمويل مقدم من قبل مقاول الأعمال الهندسية والإنشائية والتزويد.
إن مشروع “خورمور 250” هو المرحلة الأولى من مشروع التوسعة في خورمور، ويتضمن إضافة خطين لإنتاج الغاز، ويهدف إلى رفع إجمالي إنتاج الغاز ليقارب المليار قدم مكعب في اليوم. وقد استؤنفت الأعمال الإنشائية في المشروع في شهر أبريل الماضي وذلك بعد توقف الأعمال بسبب جائحة كورونا، ومن المتوقع الانتهاء من الأعمال الإنشائية وبدء الإنتاج في شهر إبريل من عام 2023.
ويتجاوز إجمالي استثمارات شركة بيرل بيتروليوم في مرافق خورمور حتى يومنا هذا 2.1 مليار دولار امريكي، بإجمالي إنتاج تراكمي يزيد على 341 مليون برميل نفط مكافئ من الغاز والسوائل النفطية، وقد أدى الإمداد المستمر بالغاز لمحطات إنتاج الكهرباء في أربيل وجمجمال وبازيان إلى توفير كبير في تكلفة الوقود وفوائد اقتصادية جمة لإقليم كردستان والعراق ككل.
ومن خلال الغاز المنتج من المشروع تم تجنب أكثر من 42 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وذلك نتيجة لاستبدال الوقود السائل (الديزل) بالغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، ما يساهم في الحد من إنبعاثات الغازات الدفيئة و تلوث الهواء المحلي في إقليم كردستان العراق. وكذلك دعم التحول لاستخدام مصادر طاقة أفضل للمساهمة في الحد من التغير المناخي.
شهدت محطة خورمور لمعالجة الغاز بين عامي 2018 و2021، زيادة في الإنتاج بنسبة 45٪ نتيجة لزيادة كفاءة المحطة، ما رفع إجمالي الإنتاج ليصل إلى 106,000 برميل نفط مكافئ يوميًا، ويُعد المشروع اليوم أكبر منتج للغاز من القطاع الخاص في العراق.
وعلق السيد مجيد حميد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال، والعضو المنتدب لمجلس إدارة شركة دانة غاز، قائلاً: “تؤكد اتفاقية التمويل مع مؤسسة تمويل التنمية الدولية على أهمية تطوير موارد الغاز الطبيعي في إقليم كردستان العراق مما يساهم في دعم التنمية الاقتصادية الإقليمية والنمو الإقتصادي. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها العالم منذ بداية جائحة كورونا، فقد حافظنا على استمرارية عملياتنا وتمكنا من زيادة الإنتاج. ويعتبر الاتفاق مع مؤسسة تمويل التنمية الدولية دليلا على متانة سجلنا الحافل بالنجاح ويسلط الضوء على إمكانات هذه الموارد والمستقبل المشرق لإقليم كردستان العراق “.
ومن جانبه، قال الدكتور باتريك ألمان وارد، الرئيس التنفيذي لشركة دانة غاز: ” نفخر مع شركائنا في شركة بيرل بتروليوم، ببناء قطاع الغاز في إقليم كردستان العراق، وتقديم إمدادات من الطاقة النظيفة على نطاق واسع، والمساهمة في دعم التنمية الاقتصادية المحلية. وتؤكد هذه الاتفاقية على ثقتنا المستمرة في المنطقة وآفاقها على المدى الطويل “.
واضاف السيد ديف جاغاديشان،، الرئيس التنفيذي بالوكالة لدى مؤسسة تمويل التنمية الدولية(DFC): “إن استثمار المؤسسة في مشروع توسعة خورمور سيمكن بشكل كبير سكان إقليم كردستان العراق من الحصول على الطاقة بشكل مستدام. ويمثل هذا المشروع التنموي استمرارية لاستثمارات الولايات المتحدة في إقليم كردستان العراق.”
تأسس مشروع غاز كردستان في 2007 بموجب اتفاقية أبرمتها دانة غاز ونفط الهلال مع حكومة إقليم كردستان العراق، تمنحهما حقوقاً حصرية لتقييم وتطوير وإنتاج وتسويق وبيع البترول والغاز الطبيعي من حقلي خورمور وجمجمال في كردستان العراق. وفي أكتوبر 2008، بدأت أعمال الإنتاج من المحطة التي بُنِيت لتشغيل المشروع في خورمور بفترة قياسية لم تتجاوز 15 شهراً. وفي 2009، شُكِّل ائتلاف بيرل بتروليوم الذي يضم دانة غاز ونفط الهلال كمساهمين انضمت إليهما لاحقاً “أو إم في”، و”إم أو إل”، و”آر دبليو إي” بحصة 10% لكل منها.
يضم كادر المشروع أكثر من 500 موظفاً بدوام كامل، وتفوق نسبة العمالة المحلية منهم 85 بالمئة عبر مختلف المناصب بما فيها الإدارية العليا. وقد نفذت الشركتان برنامجاً للمسؤولية الاجتماعية المؤسسية يوفر للمجتمعات المحلية إمدادات تساعد السكان على مواجهة الصعوبات التي فرضتها الجائحة، وضمت هذه الإمدادات أجهزة تنفس ومعقمات ومعدات حماية، بالإضافة إلى التبرع بـ 100,000 لقاح لاستخدامها في المجتمعات المحلية. هذا بالإضافة إلى ما تكرسه الشركتان لتنمية قطاعات التعليم والصحة والطاقة وغير ذلك من معونات إنسانية للنازحين من مناطق النزاعات والأيتام. وتستمر هذه المبادرات بدعم المجتمعات المحلية من خلال رفع مستوى معيشة الأفراد وتحسين الخدمات الصحية وتوفير سبل الرفاهية لهم وتعزيز أمنهم واستقرارهم، وتنمية رأس المال البشري على المستوى المحلي.