جدة – فاتن الصحاف
رفع سعادة الدكتور/ عبد العزيز السبيل رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رعاه الله، على إعادة الثقة في مجلس أمناء المركز، والتجديد له.
وقال خلال كلمته الافتتاحية “لملتقى حوارات المملكة الرابع، الذي نظّمه المركز بمقره بالرياض، يوم الاثنين 10 ربيع الآخر 1443هـ، الموافق 15 نوفمبر 2021م، بحضور سعادة الدكتور/ عبدالله بن محمد الفوزان ، الأمين العام للمركز ،وعدد من أعضاء المجلس، وبمشاركة عدد من أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة، إن هذا التشريف والتكليف يضع أمام المجلس مسؤوليات كبيرة للعمل على تحقيق التوجيهات السامية الكريمة، مقدما التهنئة للزميلات والزملاء أعضاء المجلس، ومرحبا بالعضوين اللذين انضما للمجلس في هذه الدورة وهما الدكتورة أفنان الشعيبي، والدكتور نعمان كدوة.
ورحّب سعادته بأصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة وبكافة المشاركين في فعاليات النسخة الرابعة من “ملتقى حوارات المملكة” الذي يقام بالتزامن مع اليوم العالمي للتسامح، الذي يمثل قيمة إنسانية كبرى دعت إليها جميع الشرائع السماوية، وأكدتها القرارات الدولية، كما عملت المملكة عبر أجهزتها الحكومية، ومؤسساتها التعليمية، ومنظماتها المجتمعية على تأصيل هذه الفضيلة العليا، التي أكدها القرآن الكريم، وحثت عليها السنة النبوية الشريفة.
واستعرض رئيس مجلس الأمناء دور المركز كإحدى مؤسسات المجتمع الوطنية المعنية بغرس القيم الإسلامية والإنسانية في المجتمع، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، واحترام وقبول الآخر، موضحا أن المركز أولى منذ تأسيسه أهمية كبيرة لهذه الفضيلة، فجعله أحد أهدافه السامية التي يسعى لتعزيزها لدى كافة أطياف المجتمع عبر تنظيم وإقامة العديد من الفعاليات والبرامج والمشاريع، معربا عن أمله بأن يحقق الملتقى الأهداف المنشودة بتعزيز التسامح والتعايش والتلاحم والانفتاح على المجتمعات والثقافات الإنسانية، بما يحقق النفع العام للوطن أولا، وللمجتمعات الأخرى ثانيا.
وسلّط الملتقى الضوء على جهود المملكة في ترسيخ قيم التسامح داخل المجتمع. كما استعرض دور الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع في تعزيز هذه الفضيلة، إضافة إلى بعض التجارب العالمية والمقاربات بين الشعوب لنشر التسامح، باعتباره أحد الأسس الرئيسة للنهوض بها وتحقيق التنمية والتطور الذي تسعى له.
وشهدت فعاليات الملتقى إقامة ثلاث جلسات حوارية، تناولت الجلسة الافتتاحية التي أدارها الدكتور إبراهيم أبو ساق، “البعد الديني والاجتماعي والدولي لتعزيز المشتركات الإنسانية وآثارها على الصورة الذهنية للمملكة”، وقد تحدث في هذه الجلسة كل من معالي الشيخ الدكتور/ فهد بن سعد الماجد الأمين العام لهيئة كبار العلماء، و ومعالي الأستاذ/ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، والمشرف العام على مشروع سالم للتواصل الحضاري ومعالي الدكتور/ عبدالعزيز بن عبدالله الخيال نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان،.
فيما ناقشت الجلسة الأولى التي أدارتها الأستاذة/ صيغة الشمري “دور الإعلام في تعزيز منظومة القيم الإنسانية”، وتحدث فيها كل من: سعادة الأستاذ/ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، وسعادة الدكتور/ عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية.
أما الجلسة الثانية التي أدارتها الأستاذة / كريمة آل مسيري، فتطرقت إلى دور التعليم في تعزيز القيم الإنسانية وحماية النسيج المجتمعي، وقد تحدث فيها كل من سعادة الدكتور/ محمد بن إبراهيم العضيب وكيل وزارة التعليم للتعليم الجامعي، وسعادة الدكتورة/ شيرين بنت عبد الرحمن العوفي مستشار بوكالة الوزارة للتعليم العام، وسعادة الدكتور/ سامي بن عبد العزيز الشويخ المشرف العام على مركز تطوير المناهج.
كما شهدت فعاليات الملتقى إعلان المركز عن إطلاق مؤشر التسامح في نسخته الثانية التي سيبدأ الباحثون بالعمل عليه في 13 مدينة و28 محافظة و46 قرية في جميع مناطق المملكة، حيث تم العمل على تطوير هذا المؤشر وإعادة بناء بعض أبعاده وفقا للتغيرات الاجتماعية التي حدثت، وباتباع أفضل الممارسات الدولية الحديثة في قياس التسامح.
يذكر أن تنظيم الملتقى جاء تزامناً مع اليوم العالمي للتسامح، الذي يشكل إحدى أهم القيم التي يعمل المركز على تعزيزها وترسيخها بين كافة أطياف المجتمع، ليكونوا نسيجا واحدا ضد كل ما يهدد تلاحمهم وتماسكهم، كما جاء تنظيم الملتقى استمرارا للأعمال والأنشطة والفعاليات التي ينفذها المركز لترسيخ وتعزيز هذه الفضيلة الأخلاقية، لما لها من أثر بالغ في بناء السلم الاجتماعي، مـن خـلال التأكيـد علـى أهميـة احتـرام الاختلاف والتنـوع بيـن أبنـاء المجتمـع.