اخبار محلية
حكايات ” هيا نرقص العرضه ” يرويها خالد الحربي
جدة ـ إبراهيم البلوشي
عقد” مركز جدة للشباب” ، حفل توقيع كتاب “هيا نرقص العرضه ” للمنتج والممثل والمخرج والكاتب والسيناريست خالد الحربي ، وبحضور عدد من المثقفين والاعلاميين والشباب المهتمين بالفن والثقافة والادب ، وأدار اللقاء” رباب حجار” ، الذي بدأت كلمتها بالتعريف بالكاتب عبر مشواره الفني الطويل فقد جمع “الحربي ” بين عده مواهب بجانب الإخراج، حيث أمتع جمهور المسرح بمؤلفاته التي لاقت جوائز محلية وعربية، وعمل كسيناريست، وكممثل، ودفعه حبه للمجال الفني لخوض الإنتاج، فإنتج العديد من الأعمال.
كما تبوأ ” خالد الحربي” عدة مناصب في المجال الفني، فهو عضو مؤسس في جمعية المسرحيين السعوديين، ومستشار في جمعية الثقافة والفنون ، بالاضافه إلى همه الدائم ودوره التربوي والتعليمي فهو يقدم مع معهد ” ثقف ” عدة برامج تدريبية وورش العمل لاثراء الساحة الفنية والابداعية في المملكه منها برنامج إعداد الممثل المسرحي ، وفن كتابة السيناريو.
وتحدث ” الحربي في الندوة عن مشواره الفني و بدايته في مسرح جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1987م، حيث بدأ بالكتابة والتمثيل، والتحق بجمعية الثقافة والفنون بجدة 1990م، ثم كون فرقة مسرحية مع زملائه في نفس العام ثم تحوّلت إلى شركة إنتاج فني صغيرة، عمل في مجال التدريس أربع سنوات، ثم احترف الفن 1993م كممثل وكاتب ومنتج وأقام في القاهرة منذ احترافه حتى 2001م، وقدّم العديد من الأعمال المصرية خلال تلك الفترة واستفاد من تواجده في القاهرة في صقل موهبته وتعلم أصول المهنة وإن كانت احجام ادوره فى بعض الاعمال الفنية لا تتناسب مع ما يحمله من مواهب وإمكانيات .
وكان أول عمل تلفزيوني على المستوى المحلي كانت سهرة تلفزيونية بعنوان “اللعبة” وكانت من تأليفه في عام 1991م أما على المستوى العربي فكانت أول أعماله سهرة تلفزيونية بعنوان الساعات الأخيرة في عام 1992م وهي باكورة إنتاج الشركة التي كوّنها مع زملائه.
وقد حصل مسلسله السعودي” أيام وليالي ” الذي قام بتأليفه وبطولته على الجائزة الذهبية في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون عام 2012 م.
وقد اشتهر كثيراً بعد تأليفه وإخراجه 13 جزء من مسلسل بابا فرحان الموجه للأطفال، حيث كان من أنجح مسلسلات الأطفال في التلفزيون السعودي وقال انه في عام 1992 كان لدى الراحل ” هاني السعدي” دمى عائلة “بابا فرحان”، والتي استفاد منها وقد اؤلف لها مسلسل “بابا فرحان”، وشارك في هذا المسلسل طوال سنوات عرضه على شاشة التلفزيون السعودي ما يقارب 300 ممثل، بعضهم إرتقى إلى مستوى النجومية الان.
وقد إستثمر هذه الشخصية المحبوبة، فقدم العديد من المسرحيات حيث لعبت شخصيات مسلسل عائلة “بابا فرحان” أدواراً فيها، وجاب بها عدداً من المدن السعودية، كما ركّز في هذه المسرحيات على الرسالة التربوية والوطنية، التي أراد إيصالها لأطفال المملكة، من حيث الشعور بالإنتماء الوطني، ودفعهم إلى التفاعل مع شخصية طفولية عربية، تحل محل الشخصيات الغربية.
وقد حرص على الاستشارة العلمية رغم انه حاصل على بكالوريوس اقتصاد وماجستير في علم الاجتماع أثناء تأليف المسلسل ولجأ إلى مختصين في علم نفس الطفل و اعتمد على الأفكار الجديدة والمعالجات المبتكرة واللغة البسيطة، حتى يمكن من خلالها إيصال الأفكار والتوجيهات بطريقة مقنعة وغير مباشرة إلى المشاهدين المستهدفين، وخصوصاً الأطفال .
واضاف الحربي انه تكمن أهمية الاعمال الموجهه للطفل في أنه تحقق تسلية الطفل و إمتاعه ، و إثراء قاموس الطفل اللغوي ،و تنمية قدرة الطفل على التعبير و اكتسابه قيما تربوية و أخلاقية وتنمية الحاسة النقدية وتنمية الذوق الفني و الجمالي بالإضافة إلى انها تكسب الطفل العديد من العادات الاجتماعية و القيم السلوكية الجميلة و تجعل الطفل أمام عالم ينبض بالحياة و يشع بنور الأضواء وهي وسيلة لإثراء الثقافة و المعرفة .
وقد تم تكريم ” خالد الحربي” من وزارة الثقافة والإعلام في مهرجان مسرح الطفل بالرياض حيث تعد الاعمال الموجهة للأطفال من الوسائل التربوية و التعليمية التي تسهم في تنمية الطفل تنمية عقلية و فكرية و اجتماعية و نفسية و علمية و لغوية و جسمية ، بالاضافة الى حرص الاعمال أن تحمل منظومة من القيم التربوية و الأخلاقية و التعليمية و النفسية على نحو نابض بالحياة مما يجعلها وسيلة هامة من وسائل تربية الطفل و تنمية شخصيته ، وقد تم تكريمه من مهرجان جدة المسرحي الأول عن إثرائه للحركة المسرحية في عام (2013).
من جهة اخرى تم مناقشة كتابه ( هيا نرقص العرضه ) ، فالكتاب عبارة عن مجموعة حكايات 8 قصص سردية ( هيا نرقص العرضه، والعقار 22 ، ومعالي الوالدة والسيل ، وسيلفي ، وعنبر 7، وحوار وطني ، والحارس ) و 3 مسرحيات (2 ×1، وجبة سريعة ، ومحاكمة مقتول ) ،وهي حكايات ذات رمزية عالية يجمعها مضمون وطني لحشد الهمم حيث تدعو الإنسان إلى العمل الدائم سعيا لخير الجزاء وأن أهم عمل يجب أن يحرص عليه الانسان والأكثر صعوبة هو: مقاومة ضعفه الإنساني .
وتحدث ” الحربي ” عن العبارة الافتتاحية للحكايات وهي عبارة للمسرحي وليام شكسبير ” أن كانت الطبيعة سوية فيك ، انتفض” وقد اهدأ الكتاب إلى والده بعبارة” إلى ابي الذي رقص العرضه طول عمره ، دون أن يرقصها “.
و تكلم عن دور ابنه المخرج المعروف ” فيصل الحربي في حثه على إصدار هذا الكتاب، و قد حضرت زوجته ” ، وابنته ريم، و ابنه طلال الندوة.
وقال ” رغم أنني أكتب الدراما والقصص منذ أكثر من ثلاثين عاما إلا أنني كنت دائما أقاوم فكرة أن أضم هذة القصص في كتاب.. أو هي قاومتني.. ولكن قد خضعت للفكرة، أو هي خضعت لي ، متمنيا أن تروق للجميع .
واضاف إن هذا تاني توقيع للكتاب، فالأول كان في معرض الكتاب بجدة ما قبل كورونا .
و تحمل كلمة ظهر الغلاف للكتاب ” لم تكن حياة أجدادنا مليئةً بالرفاهية، بل كانت مليئةً بالعمل والتعب والكفاح،حتى الأغنياء منهم، كانوا كذلك، ونحن مازلنا نحمل في دمائنا جيناتهم، فهيَّانستحضرها قبل أن تتنحَّى! و يتعاهد الأصدقاء على ذلك، ويرددون سوَّيًا أهزوجة،و يرقصون العرضة، كما كان يفعل أجدادهم عند الاستعداد للحرب، وهم هنايستعدون لمحاربة أنفسهم، لتحقيق ذواتهم! “
وقد تحولت بعض الأعمال السردية إلى أعمال فنية من أفلام ومسرحيات خرجت للنور وحققت جوائز عربية ومحلية فعلى سبيل المثال حصل الفيلم القصير الذي قام بتأليفه بعنوان ” حوار وطني” على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الشباب للأفلام في دورتة الثانية التي اقيمت في مدينة جدة السعودية تحت رعاية الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كما حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان الجنادرية 2009 عن تأليف وتمثيل مسرحية (وجبة سريعة)