اخبار محلية
جاليري ” تجريد ” يستضيف ” تشاكيلي الصغيرة ” للفنان نايل ملا
نايل ملا : أحلم ببينالي عالمي تنظمه المملكة لفن المصغرات
الرياض – إبراهيم البلوشي
يستضيف جاليري “تجريد” للفنون بالرياض مساء يوم غد الأربعاء 9 يونيو معرض الفنان التشكيلي نايل ملا “تشاكيلي الصغيرة” وذلك تحت رعاية رجل الأعمال عبدالله بن حمود الرشيد. ويعتبر الفنان صاحب تجربة عريضة وبصمة في ممارسة ورسم المصغرات او ما تسمى بالمنمنمات، وهو احد رواد الجيل الثاني من الذين سعوا لترسيخ مفاهيم الفن التشكيلي بالمملكة، ويضم المعرض اكثر من 350 عملا من مصغرات الفنان التي اشتهر بها منذ اشتغاله بالفن التشكيلي. وهو من ابناء مكة المكرمة 1957م اذ ترعرع ونشأ وعاش طفولته بين ازقتها الضيقة وحواريها وبيوتها العتيقة العابقة برائحة الماضي الجميل، مما انعكس على اعماله القديمة والحاضرة، الصغيرة منها والكبيرة، موظفاً ذلك الموروث المكي بشكل ثري وملفت.
يقول عبدالمحسن الشويمان صاحب جاليري”تجريد” ان في استضافتنا لمعرض ” تشاكيلي الصغيرة” للفنان نايل ملا، يأتي بمثابة تكريماً وإحتفاءاً به وبمسيرته الطويلة في خدمة الفن التشكيلي السعودي، وبمصغراته التي كانت شغفه وعشقه وهاجسه منذ البدايات، واشتهر بها بالوسط التشكيلي، وليؤكد بأنه صاحب قصب السبق والريادة بالمملكة لهذا النوع من المنجز التشكيلي المتفرد دون منازع، فالحاضر لمعرضه سيتعرف ويتأكد خلال تنقله وتجوله بين اعماله المتجاوزة لـ 350 عملاً على أهمية هذا المنتج المعاصر والمنتشر عالمياً، اذ انجز فناننا الملا قرابة الـ 2000 عمل، فهو يستحق لقب تلك الريادة، سيما اذا ما عرفنا بانه صاحب فكرتي اول مهرجان للأعمال الفنية الصغيرة بالمملكة عام 2002م والذي شارك به اكثر من 60 من مختلف مناطق المملكة، تلاه بفكرته الرائدة وهي المهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة عام 2008م، وكان بمثابة المهرجان الأول من نوعه الذي يقام للأعمال الفنية الصغيرة على مستوى العالم العربي، وجاء بمشاركة اكثر من 250 من المشاركين والمشاركات المحليين والعرب ومن ذوي الأسماء المعروفة والمتميزة عربياَ وعالمياً قدموا خلالها ما يقارب الـ 1700 عملاً من المصغرات ما بين لوحات ومنحوتات واعمال سيراميك وغيرها.
وعن قصته ورحلته مع اللوحات الصغييرة او المصغرات او ما تسمى بالمنمنمات يقول نايل ملا، كنت ميالا منذ الصغر لممارسة الشخبطة على زوايا وحواشي واطراف صفحات دفاتري وكتبي الدراسية، وحينها لم أكن اعلم بأنها ستكون يوما ما بدايات وإرهاصات لتكوين كم هائل من القصاصات، التي تراكمت على مر السنين وتحولت فيما بعد الى قصة وقصص، ولم اكن ادرك بأنها سوف تلازمني من يومها حتى حاضري، فانتقلت معي تلك الممارسات من مقاعد كل مراحلي الدراسية، الى كل جوانب حياتي الإجتماعية منها والعملية، فوجدتها تتناثر بكل زاوية من حجرات وغرف البيت، وعلى اسطح مكتبي العملي وقاعات الإجتماعات، وحتى بأماكن نزهتي وحين خلوتي، وعلى طاولات المطاعم وكراسي المقاهى، وبكل الأماكن والزوايا، في صحبة الأهل اوالأحبة والرفقة، او حتى على سرير المرض،، لم تكن تلك الرسومات والمصغرات لتفارقني يوما ما، فأصبحت هوسي في حلي وترحالي، وكنت لا اخجل من عرضها خلال المشاركات بالمعارض الجماعية، لدرجة ان بعض الزملاء في الوسط التشكيلي وصموني بها من باب السخرية والتندر، بل كانوا يرددون ويراهنون على أنه لا يمكنني ممارسة الرسم والتلوين على مساحات وقماشات اكبر(ولعل تقاسيم شرقية الشهيرة ومجموعة الكراسي اكبر برهان على نفي مقولتهم تلك) لم يكن يهمني الأمر، بقدر ما كان قد منحني اولئك الحافز والرهان الاكبر، لتتحول تلك المصغرات والمنمنمات من العشق والهيام الى مرحلة التحدي وكسب الرهان الذي تحقق ولله الحمد،، فلازمتني قصتها حتى آنك، وأصبحت اللوحة الصغيرة هي ديدني وشعاري إن لم تكن بصمتي، فعززتها وعززتني،، وان كان حلمي الأكبر هو تبني وإقامة المملكة لبينالي تشكيلي عالمي للمصغرات وسيكون إضافة مهمة في مسيرة الفن التشكيلي السعودي الذي يلاقي الإهتمام الأكبر في ظل الرؤية الكريمة 2030.
فيما كتبت الناقدة العربية المعروفة فاطمة علي، وهي احدى اهم النقاد العرب وذات الحضور النقدي المؤثر، ولها العديد من المؤلفات والكتابات في رصد الفنون التشكيلية العربية والعالمية، ولعل اهمها كتاباتها لسلسلة الفنانين العالميين المعاصرين امثال بيكاسو وفان جوخ ورمبرانت ومانيه ودالي وغيرهم, فكتبت عن اعمال فنان المصغرات قائلة حين يعرض جاليرى “تجريد” لأكثر من ثلاثمائة وخمسين لوحة مختارة من مجموعات تشاكيل “ملا ” الفنية للَوحه ذات المساحات الصغيرة والأبعاد المختلفة – فإن ذلك يعني الكثير من الإهتمام البالغ لنشر ثقافة المصغرات. مؤكدة على مثابرة الفنان ملا وإخلاصه لهذا النوع من الفنون فأستحق إكتساب ريادته الخاصة والمتفردة فى مجال اللوحة الصغيرة قيمة وكماً، إلى جانب تنفيذه لفكرتيه في إقامة مهرجانين للمصغرات كان احدهما محليا في 2002م والآخرعربياً في العام 2008م.. وبها فتح مجالات للإنتباه لفن اللوحة الصغيرة والتى تكتسب ثقافتها الخاصة بما تنفرد به عن لوحة المساحات الكبيرة .. وأجد إختيار الفنان لمجال رسم اللوحة الصغيرة هو إختيار يتسم بصعوبة كبيره وأيضاً بضرورة كبيره أن يبدأ الفنان بالأصغر .. وقد نجح “نايل مُلا” بشكل مبهر فى إنجاز مجموعات مشروعه الخاص “تشاكيلى الصغيرة” التى أراها هى “مجموعته الذهبية” وأيقونة إبداعاته الفنيه البالغة لحوالى 2000 لوحة صغيره ومنمنمة، إذا ما قورنت بإجمالي ما انجزه الفنان الألماني العالمي بول كلي وهو 3000 عمل. وسعدت جداً أن يقام لكنزه الفنى هذا العرض الذهبى فى قيمته والفضى فى مداه الزمنى .. ليعرض نتاج عمل 25 عاماً متصلاً مع اللوحة الصغيرة يعرض منها حوالى 350 لوحة وأكثر