استطلاع – إبراهيم البلوشي
تستضيف العاصمة الرياض اعتبارًا من أمس ولمدة 3 أيام ثلاث قمم عالمية يشارك فيها عدد كبير من الزعماء والمسؤولين والمختصين من مختلف دول العالم حيث انطلقت صباح أمس السبت الفعاليات الخاصة بمنتدى السعودية الخضراء تلتها اليوم الأحد قمة الشباب الأخضر ثم قمة الشرق الأوسط الأخضر يوم غد الاثنين. وتحظى هذه الفعاليات باهتمام دولي كبير كونها تناقش عدداً من الأمور البيئية وتسلط الضوء على المبادرات السعودية الرائدة التي سبق وأن أعلن عنها سمو ولي العهد.
وفي هذا السياق فقد حظي القطاع غير الربحي باهتمام محوري في مستهدفات الرؤية التنموية ليكون أحد مصادر الدخل القومي، من هنا جاءت الاستدامة واحدة من الاستراتيجيات التي يتم العمل عليها في هذا القطاع.
قمم الأدوار المحورية
يقول معالي الدكتور سهيل بن حسن قاضي رئيس مجلس إدارة جمعية البر بجدة:
إن هذه القمم تقف شاهداً على الدور المحوري للمملكة في تحقيق الاستدامة البيئية من خلال وقف تدهور الأراضي وتقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز مقاومة التغير المناخي بما يرسم توجه المملكة في الحفاظ على الطبيعة وتحقيق جودة الحياة انطلاقاً من رؤية المملكة 2030. وأضاف معاليه: لقد لامست جمعية البر بجدة الاستدامة بجوانبها الثلاثة ضمن أهدافها الرئيسية وكان للاستدامة البيئية موعد مع جهود الجمعية المضطردة في هذا المجال عبر عدد من الإجراءات التي تم تنفيذها في مختلف اقسام وادارات الجمعية ومراكز الغسيل الكلوي التابعة لها (مركز هشام عطار ومركزعبد الكريم بكر الطبي) إضافة الى دور الضيافة والرعاية الاجتماعية وقد حرصت الجمعية على توعية منسوبيها في هذا الجانب، وأولت اهتماماً خاصاً للتحول الرقمي دعماً لأنشطتها وبرامجها وتحقيقاً للاستدامة في كافة جوانبها.
كما برز الحرص على الاستدامة البيئية من خلال البرامج التي تقدمها الجمعية في الجانب التطوعي والعناية بالاصحاح البيئي.
حقبة العمل الأخضر
الأستاذ خلف بن هوصان العتيبي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البر بجدة يقول:
إن انعقاد هذه القمم يكشف عن حجم الاهتمام الذي توليه بلادنا للجانب البيئي، انطلاقاً من رؤيتها التنموية وسيكون منتدى السعودية الخضراء نقطة ارتكاز تنطلق من خلالها الحلول المبتكرة التي تسهم في مكافحة التغير المناخي، وكذلك الأمر مع قمة الشباب الأخضر بوصفها منصة للتوعية بأهمية القضايا البيئية ووضع السياسات الكفيلة بمعالجتها وصولاً الى صياغة مستقبل العمل المناخي في اطار أنشطة تفاعلية ونقاشات مكثفة، ترسم ملامح حقبة جديدة من (العمل الأخضر)، وليتوج ذلك كله بقمة الشرق الأوسط الأخضر التي تعد الأولى من نوعها لأنها ستجمع بين قادة بارزين من المنطقة والعالم بهدف تعزيز التعاون وتوحيد الجهود نحو تنفيذ الالتزامات البيئية المشتركة، والتي يبرز من بينها زراعة 50 مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة.
وبيَّن العتيبي أن جمعية البر بجدة وضعت الاستدامة البيئية على رأس أولوياتها واتخذت عدداً من الخطوات العملية لتحقيق الاستدامة مسترشدة برؤية الدولة التنموية ومبادراتها المتعددة في هذا المجال، مؤكداً أن ذلك يندرج في اطار محور المجتمع الحيوي الذي يتمخض عنه عدد من البرامج كبرنامج جودة الحياة الذي يُعنى بتعزيز أنماط الحياة الإيجابية للفرد والاسرة والمجتمع والذي تعتبر الاستدامة البيئية جزءاً أصيلاً منه، وقد تجلى ذلك في عدد من المشاريع الضخمة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر.
مبادرات للتنمية الخضراء
من جهته أكد الأستاذ محمد سعيد أبو ملحة عضو مجلس الإدارة رئيس نادي البر التطوعي أن عقد منتدى السعودية الخضراء في نسخته الأولى ومنتدى الشباب الأخضر ثم مؤتمر الشرق الأوسط الأخضر يؤكد المكانة الإقليمية والعالمية التي تحظى بها المملكة ويترجم حجم الجهود التي تبذلها بلادنا لتكون خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي التي من شأنها الاسهام في تحقيق المستهدفات الطموحة لمبادرة السعودية الخضراء، ولعل اعلان سمو ولي العهد لدى افتتاحه منتدى السعودية الخضراء اطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة يجسد الرؤية الطموحة لبلادنا، حيث كانت الحزمة الأولى من المبادرات استثمارات بقيمة 700 مليار ريال بما يسهم في تنمية الاقتصاد الأخضر وخلق فرص عمل نوعية وتوفير فرص استثمارية ضخمة للقطاع الخاص، وقد برزت مبادرات الطاقة لتخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، إضافة الى بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة.
وأوضح أبو ملحة أن جمعية البر بجدة أولت اهتماماً كبيراً بالجانب البيئي حيث برزت جهود الفرق التطوعية في التشجير وزيادة الغطاء النباتي بالتنسيق مع عدد من الجهات كأمانة جدة وفرع وزارة البيئة إضافة الى حملات التوعية التي تم تنفيذها لزيادة العناية بالحدائق وتحقيق الإصحاح البيئي من خلال الشراكات مع المؤسسات العلمية والأكاديمية والبحثية لإثراء هذا الجانب وتنميته ونشره في الوعي المجتمعي.
حماية التنوع البيولوجي
*أما المهندس محيي الدين بن يحيى حكمي الرئيس التنفيذي للجمعية فقد قال: “اننا فخورون باستضافة بلادنا لهذه المنتديات التي لاقت اهتماماً عالمياً يترجم المكانة الدولية التي تحظى بها بلادنا، ولعل شهادة الأمير البريطاني تشارلز وحضِّه على تسريع إجراءات مكافحة التغير المناخي، وكذلك الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية والتي أشادت بإعلان سمو ولي العهد الذي يجسد إشارة قوية نحو التغيير الى الأفضل.. كل ذلك يعتبر خير دليل على وزن بلادنا عالميا وفاعلية هذه المبادرات، وقد تم تتويج ذلك كله بانضمام بلادنا الى الاتحاد العالمي للمحيطات وتحالف القضاء على النفايات البلاستيكية، مبيناً أن مبادرة السعودية الخضراء سوف تسهم في حماية التنوع البيولوجي كما تسعى للإعلان عن 30% من مساحة أراضي المملكة كمناطق محمية.
وبين الحكمي أن جمعية البر بجدة قد عنيت بالاستدامة البيئية من خلال الاهتمام بتشجير الحدائق ونظافة الشواطئ والعناية بنظافة المساجد عبر فرقها التطوعية التي تجاوزت أعداد متطوعيها ومتطوعاتها الثلاثة آلاف، والذين امتدت جهودهم لتشمل منطقة مكة المكرمة من خلال اتفاقيات التعاون والشراكات بهذا الجانب، إضافة الى تنفيذ الجمعية لبرنامج تدوير الملابس واتخاذها عدداً من الإجراءات لتحقيق الاستدامة البيئية في مراكز الغسيل الكلوي التابعة لها من خلال العناية بتدوير النفايات الطبية، مع حرصها خلال جائحة كورونا على تقديم خدماتها عن بُعد واستثمار التحول الرقمي لخدمة المستفيدين والداعمين مما ساهم في تخفيض نسبة التلوث البيئي.