مقالات

تاقت روحهُ إلى بارئها، وضاقت من جسدٍ يحبسها، ففاضت إلى الرفيق الأعلى.

بقلم / عبدالله بن صالح العساف
:مكة المكرمة :-

بعد مرور عامٍ ونيّف، منذ أن اختار المولى ﷻ والدي وحبيبي لجواره، وجدتني أُفرج عن شيءٍ مما احتبس في صدري، وخالج نفسي، أترجمه بكلمات كتبتها، وأُخرى استذكرتها وكأنّي كنت كاتبها، فأقول والله المُستعان؛
أيا عاماً مَضى..
كسرابٍ بقِيعة، يحسبهُ الظمآن ماءَ،
فلمّا جاءه كان كريحٍ صرصرٍ عَاتية،
نالت مانالت، ثم تقهقرت إلى وجه الخيال.
أحمل معك بصوتي، ماقاله ابن مكةَ بهاء الدين ابن زهير، لمّا كتب بلسان الحال؛

فيا من غَـــاب عني وهو رُوحي
وكيف أُطيق من رُوحي انفِكاكا
حبيبي كيف حتى غِبت عنّي
أتعلم أن لي أحـــداً ســواكا
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً
ومـا عودتني من قبلُ ذاكا
عهدتُك لاتُطيق الصبر عنّي
وتَعصي في وِدادي من نَهاكا
فكيف تغيّرت تِلك السَّجايا
ومن هذا الذي عَنّي ثناكا
فلا والله ماحاولت عذراً
فكل النَّاس يُعذرُ ما خَلاكا.
وما فَارقتني طوعاً ولكن
دهَاك من المنيّة ما دهَاكا
لقد حكمت بفرقتنا الليالي
ولم يَكُ عن رِضايَ ولا رِضاكا
فليتكَ لو بَقيتَ لضُعف حالي
وكـــانَ النَّـــاس كُلُّهُمُ فِداكـــا
يَعِزُّ عليّ حين أُدير عَيني
أُفتِّش في مكانِكَ لا أَراكا
ولم أرَ في سِواكَ ولا أراهُ
شمائِلك المليحَة أو حِلاكا
ختمتُ على وِدادِكَ في ضميري
وليـــس يـــزال مَختومـــاً هُناكا
لقـــد عَجِلت عليكَ يَدُ المَنايــا
وما استوفيتَ حظَّك من صِباكا
فوا أَسفي لجسمِكَ كيف يَبلى
ويَذهـــبُ بعـد بَهجتهِ سَنـــاكا
ومَالي أَدَّعـــي أنِّي وَفِـــيٌ
ولستُ مُشاركاً لكَ في بَلاكا
تمُوتُ وما أَموتُ عليكَ حُزناً
وحَق هواكَ خُنتكَ في هَواكا
ويا خَجلي إذا قالــوا مُحِبٌ
ولم أنفعكَ في خَطبٍ أَتاكا
أرى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً
ولَيسَ كمَن بَكى مَن قَد تَباكى
فيا مَن قد نَوى سفراً بَعيداً
متى قُل لي رُجوعُكَ من نَواكا
جَزاكَ اللهُ عَنِّي كُلَّ خَيرٍ
وأعلَمُ أَنَّهُ عنِّي جَزاكـــا
فيا قبرَ الحبيبِ وَدِدت أنِّي
حَمَلتُ ولو على عَيني ثَراكا
سَقـــاك الغَيـــثُ هَتّانـــاً وإلَّا
فحَسبُكَ مِن دُموعي ما سَقاكا
ولا زَالَ السَّلامُ عليـكَ مِنِّي
يَرُفُّ معَ النَّسيمِ على ذُراكا

اتصل بنا:

الهاتف: 920006413(966+)

البريد الإلكتروني: INFO@ALAMA360.COM

Copyright © 2019 Alama360. All Right Reserved.

To Top