مكة المكرمة ـ إبراهيم البلوشي
قدم رئيس غرفة جدة محمد يوسف ناغي حزمة من النصائح لشباب وشابات الأعمال أهمها اعتماد القيم التي تأتي بـ”البركة”، والشفافية والاتقان والأمانة، وأن لا يكون الهدف جمع المال فقط بل يتبعه منفعة الناس، وعلى الانسان ان يتعلم من تجاربه حتى تخرج النتائج الطيبة.
جاء ذلك خلال حديثه في لقاء “تجربة نجاح” الذين نظمته الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة، بحضور رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة هشام محمد كعكي وعدد من أعضاء مجلس الإدارة وأصحاب الأعمال والمهتمين، وأداره المهندس ياسر السقاف، وتناول مراحل حياته العملية وإدارته لشركاته الخاصة وحجمها في السوق السعودي، مقدما حزمة من النصائح لشباب وشابات الأعمال.
وتناول الناغي خلال اللقاء مسيرة حياته العملية وتأثير والده وعمه، مبينا أنه أكبر أفراد الجيل الثالث من عائلته التي صنع منها عمه ووالده اسماً لها في عالم التجارة والاقتصاد، مشيرا إلى أدبيات وأساسيات متعددة في العمل لابد ان يحسنها التاجر قبل الانطلاق في عمله، مشيرا إلى أن الأجيال تحرص على تداولها، وعرج بالحديث عن التعليم بقوله: أكملنا الدراسة بالثغر النموذجية عام 1977م، وكانت تضم مسرحا وأنشطة الموسيقى والتصوير والخيل والسباحة، فضلا عن رحلات دولية سنوية، وكان الملك فيصل – رحمه الله – يزور المدرسة، وتابع: تخرجت ودرجاتي العملية تمكني من دراسة الهندسة، وهو ما استفز والدي وعمي، فمنحاني سنة لدراسة اللغة في الولايات المتحدة الامريكية، ثم سحب جواز السفر مني في العطلة، فتعلمت من ميدان العمل مباشرة.
وقال: كان والدي وعمي يعتبران الجامعة الحقيقية في العمل المباشر، حيث كان عملهم في المواد الاستهلاكية، وما تعلمته في المستودع كان هو حقيقة ما وجدته في السوق من بعد ذلك، وبعد أن أدركا تعلمي للعمل والتزامي بالأساسيات، سافرا معا لأول مرة في عطلة مشتركة فأدرت الأعمال بعدهما، وكان عمي يحفزني أن اتجرأ بالخروج عن المألوف كنوع من التمكين وهذه كانت البدايات، فكنت أطالب بالتعديلات واحمل الحقيبة عنهما وامارس التعديلات مع الألمان، نظام “الفرنشايز” الجديد كان له نصيبا من حديث ضيف لقاء تجربة نجاح بغرفة مكة، حيث اعتبر أن صدور النظام الجديد يعتبر من الإضافات المتميزة، إذ أنه سيفتح آفاقاً واسعة، ويساعد على توطين قطاعات كثيرة، وهو نظام يعتبر أحد الممكنات الرائدة للمنشئات الصغيرة لتحقيق النمو، وفيه فرصة كبيرة للماركات التي تمثلها الناغي في المملكة، ولفت إلى أن “الناغي” لديها في كل أعمالها موزعين ومشغلين، يتم دعمهم في مختلف انحاء المملكة ليكونوا مقدمي خدمة في مختلف المناطق الجغرافية في مجالات النقل والسيارات والمواد الاستهلاكية وغيرها، والنظام جاء لدعم توسع الأعمال، ولدينا العديد من البرامج لتطبيق الفرنشايز مع الشركاء في مختلف العلامات التجارية، والأولوية حاليا لمن هم معنا بالفعل ويشكلون جزءً أساساً من منظومة العمل، وتحدث الناغي عن عملهم في مجال المواد الاستهلاكية التي كانت تمثل 10% ومجال التبغ الذي كان يمثل 85% لمدة 24 عاما، ليتعدل الأمر وتصبح المواد الاستهلاكية بنسبة 60% ثم أصبحت الناغي ثاني شركة تعمل في مجال الأدوية
واعتبر أن عمه كان هو الأب الروحي للعائلة، وقد بدأت وجهات النظر تختلف بين المدرستين، وفي نهاية عام 1988 تقرر تقسيم العمل، وقدم حديثا عن قصة دخوله وكيلا لشركة بي ام دبليو، وكيف استثمرت معه الشركة ودعمته في العمل ومدته بكوادر ألمانية، وقال “بدأنا العمل مع BMW في العام 1990 إبان حرب الخليج، وفي عام 1996 تساوت منافستهم لوكيل شركة مرسيدس، مع وجود منافسين آخرين كشركة أودي، وعن وجوده في غرفة جدة، أشار الناغي إلى أنه يعتبر نفسه “عود من حزمة” … والغرفة هي الأقدم في المملكة منظومة الغرف السعودية، قامت بدور جليل، وفي كل فترة تحتاج إلى تحديث، وهم حاليا في الدورة 22 يستطيعون التأقلم مع الفعاليات ولإكمال مسيرة من سبقوهم، وكقنصل فخري سابق لكوريا الجنوبية، قال: في نهاية التسعينيات مرت كوريا بأزمة اقتصادية كبيرة، واضطروا لإغلاق العديد من قنصلياتهم حول العالم. وتابع: في هذه الفترة تشرفت بتعييني قنصلا فخريا استمريت لمدة 10 سنوات، ثم عادوا لافتتاح القنصليات من جديد، ووصلني خطاب لتكريمي، ومنحوني مسمي “القنصل الفخري الفخري”، وكانت طريقة جميلة للتواصل وما زلت.
وللناغي وجود خاص على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول: واحدة من الأشياء التي استمتع بها هو دخول وسائل التواصل الاجتماعي بطريقتي الخاصة، لاحظت وجود أسماء معروفة، وبعضهم تمثيلهم رسمي، فقررت الدخول بالجانب الشخصي فأسميت حسابي بـ”الدكان”، وهو المكان الذي أكون فيه بدون تكلف، وعلى سجيتي، وقصدت أن لا اسميه باسمي، وأحاول عبره أن أرسل رسائل مفادها أن السعادة لا تحتاج أن نصرف عليها الكثير … ورسالتي هي “شاي بالحليب”، أي البساطة