الخرج _مشاعل ال داوود
تشارك المملكة دول العالم باليوم العالمي للنحل الذي يصادف الـ 20 من مايو الحالي تحت شعار “مشاركة النحل – إعادة البناء بشكل أفضل للنحل”، حيث يسلط الضوء إلى التعاون والتضامن العالميين لمواجهة التهديدات التي تشكلها جائحة كوفيد-19 على الأمن الغذائي وسبل العيش الزراعية إلى جانب إعطاء الأولوية لتجديد البيئة وحماية الملقحات وستكون مناسبة لرفع مستوى الوعي حول كيف يمكن للجميع إحداث فرق لدعم واستعادة وتعزيز دور الملقحات.
وتقوم وزارة البيئة والمياه والزراعة على تطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل ومهنة النحالة، من خلال إدارة مختصة للنحل بمسمى إدارة المناحل وإنتاج العسل إضافةً إلى إطلاق مبادرات تسهم في نشر الطرق الحديثة في تربية النحل، ورفع مستوى الكفاءة الإنتاجية، وتحسين الجودة بما يؤدي إلى تحقيق عوائد اقتصادية.
ووضعت الوزارة خطة لتطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل تهدف من خلالها لتحسين وحماية السلالة المحلية لنحل العسل والمحافظة عليها، وتنظيم وتطوير النظم والأساليب النحلية، وتطوير وتحسين الكفاءة الإنتاجية من الملكات والطرود والمنتجات النحلية الأخرى، وتنمية وحماية المراعي النحلية وتنظيم استغلالها، وإيجاد فرص استثمارية عبر الشراكة مع المؤسسات والهيئات والجهات المختصة وغيرها.
وتعتمد هذه الخطة على عدد من البرامج التي تساهم في تحقيقها هي برنامج تحسين وتطوير سلالة نحل العسل الحلية وحمايتها، وبرنامج تطوير البني التحتية ورفع وتنمية كفاءة المحتوى المحلي وبناء القدرات، وبرنامج تنظيم وتنمية المراعي النحلية وحمايتها، وبرنامج تطوير صناعة النحل وإنتاج العسل وتشجيع الاستثمار، وبرنامج تطوير الخدمات الإرشادية والزراعية والبحث العلمي.
ويأتي دور الوزارة في تطوير تربية النحل بالمملكة من خلال إقامة الدورات التدريبية وورش العمل والمحاضرات والندوات الإرشادية الموجهة لفئة النحالين بما يتناسب مع احتياجات وظروف النحالين في كل منطقة ، وتنفيذ مشروع تطبيق الأساليب الإرشادية في مجال تربية النحل وإنتاج العسل في عدد من المناطق ذات الميزة النسبية في مجال النحل ، وإنشاء المناحل الإرشادية النموذجية التابعة للوزارة وتأمين احتياجاتها من المواد والأدوات النحلية حتى تؤدي عملها الإرشادي المنوط بها من تعريف النحالين بالأساليب الحديثة لتربية النحل ، وكذلك إعداد المحتوى العلمي والفني للبرامج الإرشادية المتعلقة بتربية النحل وتزويد الإدارات العامة والمديريات والفروع بها لنشرها على مستوى النحالين بحسب احتياجات كل منطقة .
كما تقدم الوزارة الخدمة الإرشادية للمناحل الأهلية من قبل الفنيين المختصين المكلفين بالزيارات الميدانية وتعريف النحال بالطرق الحديثة للنحالة، وتدريب العاملين في مجال تربية النحل من خلال دورات تدريبية متخصصة في النحل تقيمها مراكز التدريب الزراعي أو ورش العمل الموجهة للفنيين، حيث تهدف الوزارة من خلالها إلى رفع كفاءتهم لضمان جودة الخدمة الإرشادية المتوقع تقديمها للنحالين عن طريقهم.
وتحرص الوزارة على مشاركة المؤسسات والهيئات والجهات المختصة، لإيجاد فرص استثمارية، ونقل التقنيات الحديثة لمربي النحل لتحسين كمية ونوعية الإنتاج وخفض التكلفة وزيادة الدخل مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، ودعم وتشجيع قيام الجمعيات التعاونية لمربي النحل، حيث تعتبر مهنة تربية نحل العسل من المهن الزراعية التي يمكن للجميع ممارستها، بالإضافة إلى دورها في توفير فرص عمل جديدة للشباب.
يلعب النحل دوراً كبيراً في تلقيح المحاصيل الزراعية وزيادة انتاجيتها كماً ونوعاً، تتنوع تربية النحل في المملكة من خلال الخلايا البلدية، والتربية في الجبال، والخلايا الحديثة، ومن أشهر أنواع العسل في المملكة هي عسل السدر، وعسل الأكاسيا “الطلح، السمر ، الضهيان” ، وعسل البرسيم وقد حصدت الأعسال المنتجة محلياً على مراكز متقدمة في المحافل العالمية.
كما أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة ضمن خدماتها الإلكترونية لمربي النحل ومنتجي العسل منصة “زراعي” وذلك مواكبة للتحول الرقمي في أعمالها، للتسهيل على المستفيدين لتنفيذ خدماتهم في وقت قياسي، مما يسهم في رفع كفاءة وجودة العمل ورفع نسبة الخدمات الرقمية المقدمة للنحالين، وقد عملت الوزارة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” لإطلاق مشروع تربية النحل وإنتاج العسل، في دلالة لاستثمار واستغلال الموارد والثروات الطبيعة في المناطق ذات الميزة النسبية.
الجدير بالذكر أن المملكة تنتج ما يزيد عن 5000 طناً من العسل سنوياً، ويتجاوز عدد خلايا النحل مليون طائفه على مستوى المملكة.
وتحيي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” يوم 20 مايو من كل عام اليوم العالمي للنحل، بهدف تسليط الضوء على أهمية المعارف التقليدية في مجال تربية النحل واستخدام المنتجات والخدمات المشتقة وأهميتها بالنسبة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأهمية الحفاظ على النحل والدعوة لاتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ عليها وحمايتها.