اخبار محلية

الكلمة الافتتاحية لسعادة السفير فتحي عفانة في المؤتمر الدولي التعلم عن بعد لفرسان السلام

Posted on

مكي آل سالم


الشيخ حميد بن خالد القاسمي
الدكتور أمين أبو حجلة
الدكتور عقيل العذاري
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله  وبركاته،،،
 
دفعت جائحة “كوفيد ١٩ ”  الملايين من طالبي العلم عبر العالم ، اللجوء إلى التعلم عن بعد بين ليلة وضحاها، فمنهم من كان مستعداً ،  ومُجهزاً لعيش مثل هذه التجربة ،  بينما واجه البعض الآخر عقبات كثيرة تعود لعدم توفر أبسط المعدات والتقنيات، وقد كشفت فترة العزل الصحي والابتعاد الاجتماعي التي يعيشها العالم منذ أشهر عن صعوبات عدة وقفت أمام التعلم عن بعد، وذلك حتى في دول متقدمة كثيرة و التي ما تزال تعتمد مدارسها على التعليم  التقليدي بصورة خاصة .
 
وإذا أجملنا العقبات التي تواجه التعليم عن بعد، يمكن القول أن الجميع لا يحظى بإرسال جيد للإنترنت، كما لا يتوفر لجميع التلاميذ كومبيوتر شخصي في المنزل، كما أن الآباء ليسوا معلمين وهي صعوبة أخرى أظهرها  التعلم عن بعد، وهي  لجوء التلاميذ إلى مساعدة أولياء أمورهم   لسد ثغرات غياب المعلم، الأمر الذي كشف أيضا عن تفاوت اجتماعي بين من يستطيع  تعليم أبنائه ومن لا يملك المؤهلات لذلك، و   أجمع الكثير من الأهالي بأن الشاشة لن تعوّض المعلّم، كما أن الجميع لا يتمتع بغرفة فردية ،  و مكتب دراسي خاص ، وهي من التحديات الأخرى التي واجهت الأسر،  أيضا ضرورة المواظبة على العمل بوتيرة منتظمة يوميا، كان أمرا مستحيلا لدى تلاميذ يسكنون في شقق صغيرة ومكتظة، فلا مجال لهم لعزل أنفسهم عن ضوضاء بقية الأسرة ، أضف إلى ذلك محاولات مواكبة العصر الرقمي، ولعل أغلب هذه العقبات تتواجد في معظم الدول مع اختلاف حدتها باختلاف إمكانياتها التقنية والمعلوماتية .
 
وعلى أرض الواقع كان هناك التزاما من منظمة اليونسكو  للمساهمة في تخفيف الأزمة الراهنة في عدد من  الدول العربية ودعم وزارات التربية والتعليم فيها ،و توحيد القوى مع اليونيسف، ومجموعة التعليم والشركاء الآخرين بشأن الاستجابة الفورية لأزمة كورونا، والتزام اليونسكو بإطلاق تحالف التعليم العالمي لدعم العديد من البلدان لجودة افضل لممارسات التعلم عن بعد، ولايجاد المزيد من الحلول المبتكرة للتقدم والطرق الجديدة في التفكير نحو المستقبل، لضمان التعليم الجيد المنصف والجامع، وتعزيز الفرص  للجميع  وتسليط الضوء على الشريحة الأقل نموا  ًفي العديد من الدول العربية لسد الفجوات وضمان حصول جميع الأطفال على فرص تعليم جيد متساوية . 
ولم يكن التعلم قبل جائحة كورونا قاصراً على تعلم المناهج الدراسية ولكن التعلم في كل شيء وكل نواحي أنشطة الحياة ، من معسكرات صيفية ، مؤتمرات ، معارض ، رسم ،   صحافة ، الرياضة بأنواعها ، وكل الانشطة المكملة للمناهج الدراسية .
والأن ولاشك بأن هناك تأثر واضح في التعلم عن بعد … لأن ما نتعلمه من الحياة أكثر بكثير مما نتعلمه من المناهج الدراسية .
وأيضاً هناك شريحة من ذوي الهمم يريدون العناية والمراقبة المباشرة المليئة بالحب والمشاعر الإنسانية التي تتدفق من خلال الحواس ولاشك أن هناك الكثير من المشكلات بالتعلم عن بعد ، ولكن لا نملك إلا الدعاء أن يرفع الله عنا الوباء والبلاء وأن يطرد القلق من نفوسنا وأن تعود الحياة كما كانت قبل الجائحة ، ولنتدبر قوله تعالى   ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو)
 
وقبل الختام أجدد الشكر لكم جميعا، والى المجلس الاستشاري الأسري التربوي التابع لفرسان السلام، ومجموعة البورد الأوروبي للتدريب والمشاركين  وفريق العمل،  ونأمل الخروج بتوصيات هادفة تحمل أبعادا فاعلة ذات أثر في مجتمعاتنا العربية ونحن جميعاً نعمل من اجل ترك الأثر الطيب وأن نساهم في رقي التعليم ، وإعطاء الفرصة للجميع للتعلم ، لأن التعليم حق لجميع الأفراد دون أي تمييز أو تحيز .

وفي الختام لو سمحتم لي بعرض فيديو لمشاركتكم ببعض من مساهماتنا في التعليم واعدين بإذن الله أن يظل العطاء مستمرأ بفضل الله وفضل كل من يقدم للتعليم ومؤتمركم هذا لأكبر دليل .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

Most Popular

Copyright © 2019 Alama360. All Right Reserved.