اخبار محلية
الدكتورة دعاء المستادي: أسعى لرسم الابتسامة وترك الأثر الطيب
ابراهيم البلوشي – جدة
تقدم الطب ساهم في توفر العلاجات المختلفة، وحتى توفر أفضل الأطباء، إلا أنه ومع ازدياد عدد المرضى، وبشكل خاص مرضى أورامالسرطان، ومع معاناتهم من الضعف والدعم النفسي وقسوة مثل هذه الأمراض، وبالإضافة إلى انشغال الفريق الطبي والاهتمام بعلاجالمرض وأعراضه، من الملاحظ أن الجانب الروحي لم يحظَ إلا بالقليل جداً من العناية خلال فترة علاج مرضى السرطان، ومن جانب آخريصعب على الطبيب والممرض أن يقيم حالة المريض النفسية ويتابعها بشكل مستمر
من هنا بدأ اهتمام الدكتورة دعاء عبدالله المستادي، بالجانب الروحي من حياة الإنسان خاصة مريض السرطان، تقول المستادي: “وعن ذلكقدمت بحثي في المؤتمر العلمي باليابان في الصيف الماضي والذي انعقد بمدينة طوكيو، وكان عنوانه (أهمية الجانب الديني بين مرضىالسرطان وعلاقته بالتخفيف من حدة القلق والاكتئاب الموتي)، حيث إنه يختلف عن القلق والاكتئاب المتعارف عليه”.
وتتابع المستادي: “فعندما يعلم مريض ما أنه مصاب بالسرطان، فغالباً يبدأ رحلة تنقله إلى حياة مليئة بالتساؤلات والحيرة والقلق والخوفمن المستقبل والخيارات الصعبة. وقد تغير هذه الأفكار الحالة المزاجية للمريض، مما يجعله يشكك بالعلاجات المتوفرة أو يتجنب العلاج،وهنالك القليل من الدراسات التي نشرت حول موضوع خوف المرضى من المرض وأثره على صحتهم وحياتهم، حيث تركز معظم الدراساتالمنشورة على المرحلة النهائية من المرض، لذلك لا تعتبر تلك الدراسات كافية لكشف وتوضيح تجربة المريض النفسية والاجتماعية مع المرضمنذ البداية”.
وحول أهمية الدعم النفسي والديني اوضحت الدكتورة دعاء
يعتمد أغلب مرضى السرطان على الدين لمواجهة هذا المرض وتقبله، وتقديم الدعم النفسي والديني للمريض لا يقل أهمية عن علاج المرضنفسه وقد يوثر على جميع جوانب الحياة. وكثير من المرضى لديهم احتياجات نفسية ودينية مرتبطة بالمرض، وقد تؤثر على رضاه بالرعايةالمقدمة.
وبحديثها عن الدعم النفسي للمريض، قالت المستادي: “ومن جانب آخر وتأكيداً على أهمية الدعم النفسي وكوني دكتورة جامعية ومرشدةأكاديمية بكلية التمريض، وهدفي وغايتي الأولية هي المحور العملي التعليمي فإنني أعمل على تركيز أهمية الدعم الديني والنفسي لدىطالبات كلية التمريض، كما أنني أطبق ذلك من منطلق أنهن في مرحلة دراسية مهمة يحتجن بها إلى ذلك، وأعمل على بناء علاقة احترامبيني وبينهن، كما أنني دائماً ما أحاول فهم نفسية طالباتي والتعرف عليهن، وبناء على ذلك أضع خططاً وأهدافاً تتماشى معهن، وبعد اللهساعدت طالبات كي يتجاوزن بعض المحن ولله الحمد.
وأخيراً علينا جميعاً احتساب الأجر والثواب في كل أمورنا، وأن نسعى لرسم الابتسامة على الوجوه، وأن نترك الأثر الطيب، ونتذكر قولهتعالى: «ولَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».
الدكتورة دعاء عبدالله المستادي:
– حاصلة على بكالوريوس في العلوم الطبية، وماجستير في أساليب التعليم
– حاصلة على دكتوراه في تمريض علم الأورام (مهتمة بجانب الدعم الروحاني) من أميركا، أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيزللعلوم الصحية بالحرس الوطني بكلية التمريض، مدربة ومرشدة.