محمد ابراهيم الحربي / عسفان
في رحلة عبر درب الانبياء المار بعسفان من جنوبها حيث حرة ضجنان حتى شمالها حيث ثنية عسفان ( غزال قديماً) وعلى مسافة ٤٠ كلم تقريباً تشرفت عسفان اليوم الخميس بزيارة عددا من اعضاء قروب لمسة وفاء من مكة المكرمة حيث تعرف أكثر من ثلاثين منهم على ابرز الأحداث التأريخية والمعالم الاثرية والمقومات التنموية وكذلك المعالم الحضارية التي شهدتها عسفان في عهد دولتنا الفتية وكانت البداية من حرة ضجنان تلك الحرة التأريخية التي اقترن اسمها بمشروعية صلاة الخوف حين صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في المنطقة الواقعة بينها وبين عسفان البلدة
ثم تعرفوا على بئر محسن الاثرية وموقعها وبعدها تم الإشارة الى سوق النفع العام بعسفان والبالغ مساحته اكثر من مليون و ثلاثمائة الف متر مربع ثم تم تعريف الزائرين بوادي كراع الغميم التأريخي وحددت لهم منطقة الغميم التأريخية وذكر لهم بعض الأحداث بالغميم مثل مرور النبي صلى الله علية وسلم بها عند عودته من الحديبية واجتماع الناس حوله وقراءته عليه افضل الصلاة وأتم التسليم لاية ( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً )
وذكرت لهم غزوة عسفان حين بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم فرسان من ضمنهم ابو بكر الصديق رضي الله عنه وصلوا الغميم لتخويف قريش وكان لهم ما أرادوا وتم التطرق لمرور جيش تبع ملك اليمن واعتراض طريقه رياح شديدة بالغميم وتم إيضاح تواجد اكثر من ٢٠٠ فارس من جيش قريش سنة الحديبية واجتماع النبي بأصحابه وتغيير طريق خطة سيره نحو اليمين نحو جبال الصغو ( الخشاش ) حين قال لهم خذوا ذات اليمين. حتى وصلوا الحديبية
وتم تزويدهم بمعلومة أن سن الافطار بالسفر كان بالغميم وقيل بعسفان وقيل بالكديد وقيل بقديد وجميعها صحيحة وفِي الغميم اعتذر نبينا الكريم لرجل أهداه حمار وحشي لانهم كانوا متوجهين لأداء العمرة
بعد ذلك بينت لهم منطقة عسفان الصناعية التابعة لبلدية عسفان ودورها في تنمية عسفان وتطويره وبعد تجاوز الغميم تم تعريفهم بقرى الشامية والمقيطع وتم تعريفهم لماء الوطية الذي قال عنه المؤرخ عاتق بن غيث البلادي أنه هو ماء الرجيع وقد اتفق المؤرخون انه ماء لهذيل يقع بين عسفان ومكة. كم تم الإشارة الى سلسلة الجبال التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته وهي بالجزء السفلي مِن عسفان جهة الغولاء
كما تم بيان موقع غدير الاشطاط التاريخي الذي ذكر ان الصحابي بريدة الأسلمي وثمانين من أصحابه اسلموا و صلى بهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه ليلةوالهجرة وحينها سئله أين تركت أهلك قال بغدير الأشطاط. وهو الغدير الذي التقى عنده النبي بالعيون وهو ايضاً الغدير الذي شربت منه ٧٠ بدنه كانت مع المسلمين اثناء توجههم نحو مكة سنة الحديبية
وتم تعريف الزائرين بمسار درب الانبياء وطرق القوافل التجارية بين الشام واليمن وبين مكة والمدينة وطريق البخور
ومن ثم تم تعريفهم بمنتزه حرة عسفان ومساحته وأهميته
كما تم تعريفهم بمكانة عسفان كونها ولاية في عهد الدولة الأموية تتبع المدينةالمنورة ولها عدة مناطق تتبعها مثل خيف النعم
وتوقف الجميع عند مشاهدة القلعة وتزودوا بمعلومات عنها ومتى ذكرت (٥٧٩للهجرةً) ودورها ومكونات بناءها وقصة سجن الشاعر الفرزدق بها كما تم تزويدهم بمعلومات عن وادي عسفان التأريخي الذي وقف عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم به وسال ابي بكر الصديق. اَي واد هذا حينها قال ص من هنا مر هود وإبراهيم وفِي رواية وصالح.
وتم تعريف الزوار بالآبار التاريخية القديمة مثل بئر التفلة التي يقال أن المصطفى تفل فيها وبئر عثمان التي يصل طالب الماء منها دون الحاجة لدلو لوجود درج من أعلى البئر حتى سطح الماء وتم الإشارة الى اطلال سوق عسفان القديم وبيان أهميته وقيمته وما يؤديه من ادوار في سبيل تقديم الخدمات لمحتاجيها
كم تم التطرق للأسباب التي جعلت لعسفان أهمية استراتيجية والتي جعلتها كاستراحة للأنبياء والرسل الذين مروا بعسفان ويقال أن جميع الانبياء الذين حجوا البيت مرو بعسفان وكذلك قوافل التجارة والحجيج
ولوجود سهل الصغو الزراعي والرعوي الذي يمتد من بلدة عسفان حتى مشارف مر الظهران بطول يزيد على ٥٥ كلم وعرض يصل الى ست كلم في بعض الأماكن والذي يتحول الى موطن حراك للمجتمعات الرعوية والزراعية وقد تجلى ذلك في ماذكره عشرات الشعراء من وصف لمناطق هذا الوادي
كما تم بيان ابرز المعالم الطبيعية مثل حرة صويك وحرة موقلة وجبال الخشاش وأثر ذلك في جعل عسفان الاستراحة الأمثل ثم تم بيان أهمية ثنية عسفان كبوابة طبيعية في جبال الحجاز وهبها الله للإنسانية واتخذتها طرق التجارة والحجيج والرسل طريقاً لها ولازالت من أهم المعابر بين مكة والمدينة وقد توقف اعضاء القروب بثنية عسفان والتقطوا صوراً تذكارية فيها بعدها غادر اعضاء لمسة وفاء متجهين نحو محافظة خليص لزيارة معالمها الاثرية ومواقعها التأريخية ابتداء من غران ثم خليص ثم قديد ومنها الوادي الأزرق وماء الكديد و جبل جمدان وعين بن بزيع وحصن خليص وثنية لفت وخيمتا ام معبد وغيرها.
الكل شكر الأستاذ محمد بن سلطان المغربي رئيس تنميةخليص الاجتماعية على تنسيقه لهذه الزيارة وعلى حرصه على تمكينهم من التعرف على اثار عسفان ومعالمه التأريخية والطبيعية والحضارية.