مقالات

إلى جنات الخلد شقيقتي الغالية (سعيدة)

Posted on

بقلم /
منصور نظام الدين : مكة المكرمة :-

في مثل هذا اليوم الحادي عشر من شهر جمادي الاخرة لعام (1398هـ) قبل أربعة واربعون عاماً، إنتقلت إلى رحمة الله تعالى شقيقتي الغالية (سعيدة) وهي عروس، ولم يمضي أكثر من شهر على زواجها ،فقد فارقت الحياة وهي في العقد الثاني من عمرها ، أفتقدها الجميع ، أهلها وجاراتها وصديقاتها وكان وداعها وفراقها حزة عنيفة في نفوسنا جميعاَ ،فقد احبها الجميع لدماثة خلقها وحسن تعاملها مع الجميع
-رحمها الله رحمة واسعة – واول من أفتقدها والدتي – رحمة الله عليها- لأن والدي رحمه الله توفى عقب عودته من الحج في موسم حج عام (1390هـ) حيث أصيب بالحمى الشوكية وعلى أثرها توفى، فكانت شقيقتي خير معين بعد الله عز وجل لوالدتي في العون والمساعدة في المصاريف المنزلية والأسرية، حيث لم يكن حينها لدينا لا عائل ولا دخل مادي ، فقد توفى والدي – رحمه الله- وترك حملاً ثقيلاً ستة أبناء ، ثلاثة ذكور وثلاثة إناث ، وقد كان أكبرنا شقيقتي (سعيدة) ولم تتجاوز عمرها الرابعة عشرة وأصغرنا لم يتجاوز السنة الأولى من عمره،فقد أمتهنت شقيقتي سعيدة رحمها الله واحسن اليها مهنة جليلة، من اجل مساعدة والدتي في المصاريف الاسرية ، وكانت خياطة (ماهرة) ، حتى أن معظم سيدات الحي كنّ يأتين لها من أجل أن تعد لهنّ ملابسهنّ وأستمرت على ذلك قرابة سبعة سنين ونصف حتى أراد لها الله أن تتزوج وبعد مرور الشهر الأول كانت الأقدار (وقضاء الله وقدره) فوق الجميع حيث دخلت لأعداد وجبة العشاء لزوجها ولكن (البتوجاز) أشتعل بها ونقلت إلى مستشفى الملك عبد العزيز بمكة المكرمة ، ومع فجر يوم الحادي عشر من شهر جمادي الآخرة كانت قد أنتقلت روحها الطاهرة إلى الرفيق الأعلى ، ونحن الآن نتذكر هذه الأحداث وتلك الفاجعة لا نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة لله عز وجل بان يتغمدك الله بواسع رحمته ، وأن يسكنك فسيح جناته وأن يلهمنا الصبر والسلوان على فراقك.
(وإنا لله وإنا إليه راجعون)

أخوك المحب لك
الإعلامي المخضرم/ منصور نظام الدين

Most Popular

Copyright © 2019 Alama360. All Right Reserved.