إبراهيم البلوشي ـ جدة
توقع مجموعة من الخبراء أن تساهم 5 ملفات ساخنة ستتناولها قمة دول مجلس التعاون الخليجي، التي تنطلق في محافظة العلا اليوم الثلاثاء، في رفع سقف التوقعات وزيادة التلاحم وتوحيد الصف الخليجي، مؤكدين أن القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للدورة 41 أكبر حافز لتحقيق النجاح، والتصدي للتحديات الاقليمية والعالمية التي تواجه دول المجلس.
وقال الدكتور صالح بكر الطيار أمين عام الغرفة العربية الفرنسية إذا كانت السعودية دأبت منذ زمن بعيد على تقديم كل ما من شأنه زيادة أواصر الترابط بين دول المجلس وتعميق التعاون، فإن دورها يزداد أهمية في الدورة الحالية، ليس بسبب قيادتها للقمة التي تقام في العلا، ولكن لأنها تضطلع بمسؤولية كبيرة تجاه كل الدول بوصفها القلب النابض للعالم الإسلامي، والشقيقة الكبرى لكل دول المجلس، ومكانتها العالمية بوصفها أحد الدول المؤثرة في مجموعة العشرين.
وأكد الطيار أن “هناك تحديات عديدة تواجه قادة الخليج خلال اجتماعهم مع بداية العام الجديد، فعلاوة على جائحة كورونا العالمية التي أدت إلى انهيار العديد من الاقتصاديات العالمية، هناك توترات لا تنتهي في منطقة الشرق الأوسط بسبب التصرفات العدوانية التي تمارسها إيران، والفوضى العارمة التي يثيرها وكلاء الشر الموالين لها، وخصوصا الميليشيات الحوثية في اليمن التي تعد أكبر خطر يواجه دول المنطقة، ويزيد من حجم التوتر في المنطقة”.
ملفات ساخنة
ويرى الاقتصادي الدكتور محمد ابو الجدائل أن القمة في دورتها الحالية تتصدى لخمس ملفات ساخنة، أهمها انهاء الأزمة الخليجة، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى، بهدف تحقيق مصالحة شاملة تقوم على النوايا الصادقة، مشيراً إلى أن ثاني هذه الملفات تتمثل في توحيد الصف الخليجي والتأكيد على أن مجلس التعاون لدول الخليج العربي هو أقوى وأهم الكيانات التي ظلت صامدة على مدار 4 عقود من الزمن.
ولفت إلى 3 ملفات أخرى، تتمثل في مواجهة الشر الإيراني بكل أنواعه، والتصدي لأطماح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي يواصل اعتداءاته على الكثير من الدول العربية، وتعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون ومصر التي تمثل العمق التاريخي للمجلس على مدار عقود عديدة، وترتبط مع دول الخليج بعلاقات خاصة.
قمة استثنائية
ووصف رجل الاعمال فواز باشراحيل أن قمة دول مجلس التعاون الخليجي 41 بـ”الاستثنائية”، وشدد على أهمية استثمارها لمكافحة خطر الإرهاب الأسود الذي يطل برأسه برعاية إيران وأذنابها في المنطقة الذين ينتشرون في عدد من دول المنطقة، وقال: “لقد حرصت المملكة منذ عقود على وحدة الصف الخليجي ملتزمة بواجبها من منطلق رابط الأخوة والدين والمصير المشترك، وكانت سياستها على مدار العقود الأربعة من عمر المجلس الذي تأسس عام 1981 تشكل عمق إستراتيجي وثقل عربي وإسلامي ودولي.
ونوه إلى أن القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله” لاجتماع الدورة الحالية ستكون لها أثر كبير لتحقيق تطلعات جميع دول المجلس، ورفع سقف التوقعات، علاوة على أنها ضمانة كبيرة للنجاح، في ظل النهج المتوازي الذي دأبت عليه المملكة، حيث تعاملت دائما بوصفها الشقيقة الكبرى، وسعت إلى تجاوز مختلف العقبات وما يواجه مسيرة العمل من خلافات أو مستجدات تطرأ سواء في وجهات النظر أو على أرض الواقع، حيث كفلت السياسية السعودية المحافظة على وحدة الصف الخليجي، ودعم الدول الأعضاء للوصول لتسوية وحلول ناجعة للخلافات الخليجية – الخليجية، وديمومة التعاون مع الدول العربية والإٍسلامية والدولية.
وتوقع باشراحيل أن تساهم قمة الرياض الخليجية في شراكة اقتصادية فاعلة بين دول المجلس في السنوات المقبلة، بعد إزالة جميع الخلافات العالقة، والتفرغ للمصالح العليا لدول المنطقة، والتفرغ للتحديات الأقليمية الخطيرة التي تواجه المنطقة.
وأكد أن رفع سقف التطلعات، دليل كبير على المكانة الكبيرة التي تحتلها المملكة العربية السعودية على الصعيد الدولي، مشيرا أن القمة تمثلا الطريق الصحيح لاستعادة الفرص الضائعة بين الدول الخليجية وبعضها، وترك الخلافات جانباً من أجل التفرغ بقوة للشر الإيراني والأطماع التركية، وتعزيز الشراكة بين دول المجلس سياسياً واقتصادياً، ودعم مسيرة هذا الكيان في سبيل تعزيز الروابط ورسم الاستراتيجيات ووضع ملامح نهضة ملموسة وبناء علاقات ناجحة مع الآخر ومعالجة العقبات والمعوقات وذلك بتفاديها وحل معضلاتها.